خُذ كُلّ شيءٍ تُريدُهُ ياصديقي (بقلم:::--- همسة تشرين)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
خُذ كُلّ شيءٍ تُريدُهُ ياصديقي (بقلم:::--- همسة تشرين) |
فَلَم أعُد مُكتَرِثَةً بامتلاكِ جِزءٍ من هذا الجسدِ المُتهاوي ...
واغسِل قدماكَ بالماءِ المُقَدَّسِ قَبلَ الولوجِ إلى رِئتي ....ولا تنسى أن تُمشِّطَ شَعري بٍطُهرِ يداكَ .. وغَطِّني بِحنانِ جَفناكَ يا مُهجتي ...
.... خُذ كُلّ شيءٍ تُريدُهُ واترُك لي ذاكِرتي ..
... فَفيها .. أنتَ .. وعيناگ وشَفتاكَ يارَفيقَ السَّفَرِ والفَرَحِ والحُزنِ والمنفى ... وفيها أنتَ في كُلّ الفُصولِ وكُلّ العصورِ منَ الميلادِ إلى إلى التّابوتِ... وفيها مُتحَفُ مَشاعري.....
...ولا تنسى أن تَنتَزِعَ مِن عَقلي صورَتَكَ كانتزاعِ أوراقِ الرُّزنامَةِ من غُرفتي ...
.... لَم تَعُد لَدَيَّ أيُّ رَغبَةٍ في مُجادَلَةٍ عيناكَ وحتى يداكَ .. فأنتَ كالسِّخرِ المكتوبِ على خِنجَرٍ مَغروسٍ بينَ أضْلِعي ...
أنتَ أوَّلُ زَهرَةٍ زَرَعتُها في مَعاجِمي ومَوسوعَتي وشَكَّلتُ بها لُغتي ...
...... قرَّرتُ أن أتنازَلَ لكَ عمّـا بَقيَ مِن دِمائي وكتابآتي وشهادَةُ ميلادي ... وحتى كِبريائي .. لَعَلّي أستعيدُ بعضاّ من مَخزونِ كتاباتي وقصائدي.. وأتلو مابَقيَ مِن حِروفِ العاشِقينَ الهارٍبينَ إلى مَنفى الوِحدَةِ .. وأستَجمعُ بِهم شجاعَتي..
.... فَلَم يَعُد لَدَيَّ وَطَنٌ ألتَجَىءُ ٱلَيهِ سِوى يداكَ التي شَكَّلَتني كأواني الخَزَفِ والصّلصالِ والسيراميكِ المعجونِ كَجَسدي ..
... فلا فَرقَ مِنَ الهَرَبِ مِنكَ إلى الشَّمسِ أو إلى أعماقِ الأرضِ .. فَكِلاهُما مِثلَكَ ياسيّدي..... كما أذبتَ قَلبي وامتَلَكتَ مشاعري .
نسخ الرابط | |
نسخ للمواقع |