الحي الميت / بقلم الأديبة المبدعة:::-سبأاليمن ؛؛؛

الحي الميت

حمله احفاده بين اذرعهم لمشفى قريبا من المنزل .......مدد جسده المتهالك على سرير بارد نخر عضمه وماتبقى من لحمه......رجفت من جسده لم يبالي بها احد......سماعه كقطعه ثلج تخترق صدره........يد تمسك لتشعر ماتبقى له من نبضات.......
احملو جدكم الى المنزل فلم يعد له سوى ثلاثه ايام ويموت.......كلمات نطق بها طبيب شاب لم يتكلف عناء الفحص......
احفاد بمقتبل العمر ليس لهم حيله يمسكون بايدهم يد الطبيب.......ارجوك اهناك حل او دواء جدنا يتالم كل يوم......
نضرت استخفاف واستعلاء مع سحب يده من بين ايديهم........
اي دواء قد يعطى لرجل ميت تجاوز عمره المائه عام دعوكم عني ولاتضيعو وقتي ....
دارو به مستشفيات وطلبو له اطباء لكن لاجدوى لم يهتم لاامره احد......
قبضه متراخيه تمسك بيد الحفيد......خذني يابني الى المنزل فلم يعد هذا الجسد صالح لشي ......عاد الى المنزل ليقبع من جديد في تلك الغرفه المضلمه البارده الخاليه من الاثاث...........
عدى سرير يحتضن جسده المرهق.......تراشق بالكلمات بين الاحفاد واهل المنزل .....الم تجدو احد يداوي جدكم الى متى نظل نتحمل صرخات الالم وازعاجه لنا.......
دموع تنزل على خد خلاء منه اللحم وبقي منه العضم .......اليس الوقت حان ليوارى هذا الجسد الميت لمنزل دافئ وهادئ خاص به فلفقد انتهت صلاحيتك ايها الجسد فمن حولك يتذمرون اثقلت كاهلهم ايها الجسد فقد اخذت نصيبك من الحياه فلما تزاحم به اجسادا حيه هيا ولتعلن ساعه الرحيل ويتم الوداع فما عدت اطيق هذا الظلام ومازلت اسمع اصواتا حولي اريد ضلام هادئ دافئ يحتويني الم يحن الوقت لراحتك الابديه وراحه الجميع من حولك وصمت يطبق افواههم المتاففه وايد تقلبني وتحملني على جنبات سريري اريد تركك ايها السرير اريد ان اطلق عليك كلمات الطلاق الابدي لتدعني ارتاح وانام بسلام.........
تراخت الاطراف وارتمت على جنبات سريره وعينان الى السماء ارتفعت راجيه من بارئها براحه لاتاخير بها.......
ستمضي الايام ثقال على ذلك الجسد الى ان يحين موعد رحيله ولكن الى متى فهو ميت بين الاحياء..........

بقلمي:-سبأاليمن