الفوانيس الكفيفة..بقلم : الشاعر إحسان الخوري

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الفوانيس الكفيفة..
بقلم : الشاعر إحسان الخوري
في حديقةِ أشجارِ الصَّنوبرِ ..
حيثُ أنا أنتظرُ ...
أشرَبُ التَّعاويذَ قبلَ بُزوغِ الفَجرِ
أُصادِقُ العَفاريتَ وحُرَّاسَ الجِنِّ
أنتظِرُ في مِعطَفي منذُ ألفِ عامٍ
أَُطلِقُ عينيَّ بينَ الصنوبرِ ..
أقرأُ لهُ الحاسَّةَ المِسكينةَ للبَنَفسجِ
أقرأُ عِشقيَ المَحبوسِ في السَّاعةِ
وأُوشوِشُ وَلَهي المَخبوءِ في الذَّاكرةِ ..
حَبيبتيْ ...
انتظاري يَشكُو الفَوانيسَ الكَفيفةَ ..
مَقعدُ انتظارِك قد صارَ لي مَقعداً ..
أُوَضِّبُ عليهِ أُمنياتي المُغبرَّةِ ..
أتذوَّقُ آثارَ خَواطرِ النَّبيذِ الخَجولَةِ
وَصدى نِداءاتِ الزَّوايا الَّتي لا تَموتُ
أُشعِلُ عِشقيْ عارِياً من القُيودِ ..
وأَطبَعُ الجَوى على قارورةِ العِطرِ ..
ليَحبَلَ سِحرُكِ في شَوقي المُهتَرئِ ...
فأَتذكَّرُ ..
سُلالَةَ أنفاسِكِ المُعتَّقَةِ بالشَّقاوَةِ ..
رائِحَتُكِ الغَجريَّةُ التي تَشُلُّ حواسِّي
جدائِلُكِ الَّتي تَفيضُ بِعاداتكِ الغجَريَّةِ
قُدَّاسُ عَينَيكِ يُطارِدُ تَراتيلَ رُوحي
تَزاحُمُ كاحِلَيكِ عِندَ قَرارِ الرَّحيلِ ...
فأخْتَلِسُ نظرَةً على أصابِعي المُرتَعِشَةِ
أدْعَكُ أحلاميَ المُتعَبةِ ..
أحصِدُ الأسَفَ ..
حتى لا يُنسيني غيابُكِ نكهةَ النِّساءِ ...
كاذِبَةٌ هي أزمِنةُ الغِيابِ ...
وَأيْضاً أزمِنةُ البُعْدِ ..
حواسِّيَ فارِغَةٌ لا أُحسِنُ الوَداعَ ..
هناك التِباسٌ في ارتِعاشاتِ الفُراقِ
وَأنا لا زلتُ أتَدرَّبُ على حُزْنِ الغِيابِ ...
حبيبتي ...
مَنْ علَّمَكِ أن تَنهَزِمي ..؟!
أنْ تَبتَعِدي ..!
أنْ تُلقيني على مَشارِفِكِ ..!!
سَألْعَنُ تَوقيتَ العِشْقِ ..
أستَدرِجُ الزَّمَنَ لِعوْدَتِكِ ..
فتَعزِلُني الأَجوِبَةُ عَنْكِ ..!
أسأَلُ فَناجِيني المَحشوَّةِ بالغِيابِ ..
مَتى سَتَكونُ ساعَةُ قِيامةِ الحُبِّ ..
لأُقيمَ حدودَ العِشْقِ فيكِ ..
أزحَفُ على المَسافَةِ إلى عَينَيكِ ..
فتُشاكِلُني الأشياءُ عِندَ كَمشَةِ رائِحَتِكِ
أذهَبُ إلى أقاصي أقطابِ نَهدَيكِ ..
أُلَمْلِمُ التُّوتَ الشَّاميَّ إلى الشَّفَتَينِ ...
حبيبتي ...
لا تُزيلينيْ عَنْ خَريطَةِ نَهدَيكِ ..
لا تُفْرِغي سَلَّتي مِن قُبُلاتِ شَفَتَيكِ ..
لَنْ أُسامِحَكِ ..
لي رَشفَتَينِ في فَوضى شَفَتَيكِ ..
كيفَ أتْرُكُ شَفَتيكِ تَنالُني مَخْمورَاً ..!
إلى مَتى تَبقى شَفَتَاكِ تَنتَحِلُ قُبُلاتي
مَتى تَشاءُ وتترُكها متى تَشاءُ ..؟!
وهل يَسمَعُ الزَّبَدُ صَريخَ الرِّمالِ ...
هي العَاشِرَةُ بعدَ مُنتَصَفِ الشَّوقِ
لازالَ فُؤادي يُراهنُ الفَجرَ ..
الشَّوقُ لهجَةُ البُعدِ ..
أسرارُ العِشْقِ نكهَةُ البُنِّ والليلِ ..
وَأسْراري وَشوَشاتُ نَبيذِ شَفَتَيكِ
لا تُحاوِلي حَرْقَ ذاكِرَتي ..
لا تَشْجُبي ظِلِّي ..
فأَنا لا أَمْسَحُ نظَّارَتي قبْلَ سَرابِ الطَّريقِ ...
أعُودُ وأتذَكَّرُ ..
عندما أُقرَّ القَمرَ أنه ابنُ عَينَيكِ ..
وأفصحَ الغُروبُ عنْ مَخبَأِ الشَّمْسِ ..
فلا فَرْقَ إنْ صَحَوتُ معَ صِغارِ الفَجْرِ
وأفرَغْتُ العَودةَ في فَمِ الوَعْدِ ..
ورُحْتِ تَرقُصينَ على مَساحَةِ صَدري
وتَضغَطين بينَ الضُّلوعِ ..
وتكسِرينَ ما شِئْتِ بلا وَجَلِ ..
فاعلمي ..
لَيْسَ هو صَدري ..
دونَ دَغدَغاتِ قَدَمَيكِ ...
أعُودُ وأتَذكَّرُ أنَّي أُحِبُّكِ ..
أنا لَمْ أتورَّطْ في حُبِّكِ ..
ولا أخونُ إلّا سِوايَ ..
إنْ عُدْتُ إليكِ حَطَباً فاسجريني ..
كاللؤلُؤِ المَسجُورِ الثَّمينِ لَفلِفيني ..
سَأسْفِك الزمنَُ المَرصودَ ..
وأتوه بعيداًُ في معالِمِ حَضارَتِكِ ...
من ديواني الثالث : قوافل النساء
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016