حليب بلابل وأقحوان / بقلم الأديبة ::: سمية قرفادي ؛؛؛

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حليب بلابل وأقحوان
هاهي صفحة وادي سبو؛لاتزال نفحات نسيم المساء بشقاوتها ؛تهب على منا حيها؛ومن منا يتجاهل حمرة الشفق وهي تغطي حاشية الافق!!!!!!؛هل من رحمة لهذه الشمس التي ستدفنها اللحظات في كبد السماء؟؟؟؟؟؛والقسطلاني بزهوه يراقص الهواء؛لماذا كل هذا اللغط والضوضاء؟؟؟؟؛
يا لسعادتي الفائقة؛انها تصادقني؛وانا أتوسط بستان خالي الفسيح؛على وشك استعطاف هدا الشعور الاسر؛ان لايتركني؛وترحلني تخميناتي عوالم ؛اجهل فيها اسرار ضجري؛يا خالقي !؛انه الحبور ساسرني؛وسط فضاء المتعة الصالح للحر والقر؛على حوافه مقاعد اسمنتية؛تخترقها تربة معشوشبة؛تتشابك وسطها اعصان أشجار الخوخ والبرتقال المثمرة بغلاف اخضر يانع؛؛اانا وسط عباءة حلمي ام يقظتي؛؟؟؟؟؟
؛ولماذا تشع الاضواء في رحاب القرية؛ما الحدث ؟؟؟؟؛انه شبيه بايام عيد العرش؛حيث طقوس البيعة؛المزامن ل3مارس؛ذلك الاحتفال الرسمي الوطني؛الذي كنانشاهد الاحتفالات في كل ربوع الوطن؛بكل انواع الالعاب والولائم؛جعل الوطنية تجري في عروقنا مجرى الدماء؛والنشيد الوطني يصدح في كل مكان؛نستلهم الصمود امام علو العلم المغربي الذي يرفرف في كل مكان؛والان؛هل استطيع صد نسمة الهناء الجاثمة فوق صدري؟؟؟؟؛يجيئ الخبر مهركلا؛بيندروب القرية؛ووسط افواه النساء اللواتي تضرب ألسنتهن اعناقهن؛تقول امي؛انه عرس خالتي؛عريسها جميل ويحبها؛لا محالة ستعيش معه حياة رفهنية؛أنه الامل الخلب يداعب مهجتها؛بعد ان أناخ اليأس على قلبها؛لتصير تقارع صدرها شان النادم على ما فاتها من عرسان؛بدات تتناسل تساؤلاتي؛ترى لماذا احبها دون بقية فتيات القرية؟؟..؛لربما اكتشف على تقاسيم وجهها أ مائر الحسن؟؟؟؟؟؛لعل شعرها الاسود الحلبوبي الذي تتخلله موجات كستنائية أذهله؟؟؟؛أولعله جبينها الدائم اللمعان كمرمر مصقول؛جعلها تضاهي"فينوس"؛الان تأكدت!!؛انها اشراقة وجهها؛كومضة شمس؛ألذلك ابتساماتها تحتل ثغرها؟؟؟؟؟؛ووجنتاها!!!؛لازالتا حمراوتان كورد زمن تفتحه؛هكذا تربت بين ثخوم القرية كشجرة رمان ازهرت قبل الاوان؛والان كذلك تأكدت لماذا أسماها جدي يرحمه الله"الضاوية"؛لانها كشمعة تضيئ وسط شمعدان العائلة؛بوجه يتلألأ تلألؤ القمر؛ويستدير كخاتم العشاق برهان عشقهم؛حتى بشرتها البيضاء اللياحة كنت أغبطها عليها؛قلت لابنة خالي:هل السمراوات مثلنا سيكون لهن حظ مثل خالتي؟؟؟؟؛قهقهت كنسناس مشاغب؛وأنا بجانبها اخشى سماع أمي لحديثي؛حتما ستنهرني؛؛بالرغم من ذلك؛لم أصمت؛تجرءت مرة أخرى بقولي؛أسمعت ما يقوله العريس؛لصديقه عنها؛أنه مستعد أن يهديها اللؤلؤ والمرجان؛وكل انواع الازهار؛الزئبق الارجواني؛والاقحوان؛شرط ان لاتذرف دموعها امام المرايا؛وان يسقيها حليب البلابل؛وسط سرير دافئ؛صرت اغبطها؛واتمني لنفسي عريس مثلها؛كم هي جميلة عينيها؛والفرحة تنبجس منهما؛كملكة وسط موكب مختلط مميزاته الحبور؛حتى انا لعرسها لبست قفطاني المطرز؛تلقيت اهتمام مجموعة من شبان القرية؛وياله من حب مخمور يحمله لها؛يخالفان ايديهما؛وعيناه تبحران وسط عينيها؛الموسيقى تصدك في كل مكان؛نصبت الخيام ؛وبسطت الفرش والمخدات؛الهدايا من كل حدب وصوب؛عبارة عن سكر وزيت ؛وخبر وسط صينية؛تصاحبهما "الغيطة والطبل"؛تؤكد أمي ان هديتها ستدخل هي ألاولى؛هاهو أبي يقود كبشا اقرنا؛وأنا أضع فوق رأسي صينية مملوءة بالعطر؛الاثواب الحريرية؛والحناء؛والتمر؛والسكر والزيت؛يصاحبنا "غياط"ينفخ في مزماره التي تسمى ب"الغيطة"؛للكل يرقص رقصات "الهيت الغرباوي"؛بالكتف؛يصيح ابي وأخوالي؛أين انتم يا معشر غرباوى الهياتا؟؟؟؟؛لم اشعر؛وضعت الصينية أرضا؛وتسللت وسط حشود الرجال؛ابنة خالي تمسكني من كم قفطاني؛؛تجذبني؛أين حشمتك وحياؤك؟؟؟؟؟؛عودي.....عودي....
؛"الهيت"للرجال فقط؛كأن أذني بها صمم؛لم اتمالك حشرت جسدي الصغير وسطهم؛صرت؛اهيت كما هم؛حتي التصقت ملابسي بجسدي عرقا؛وفتيات القرية في صياح؛أخرجي من الدائرة؟؟؟؟؛الويل لك!!؛توبخني أمي؛شلت يداك وحتى رجلاك؛انت ياثقيلة الظل!!؛اخرجي يامتهورة!!!وأنا لازلت في حالة عشق هستيري للرقص الغرباوي؛فجأة بدأت تنتابني حالات "الجدبة"؛يد خشنة تجذبني؛وأنا أتملص منها؛سرعان ما بدأت تنهال فوق رأسي ضربات موجعات؛وسياط؛صوت قوي اخترق طبلة اذني؛أكان عليك يا مخادعة أن تفضحينا؟؟؟؟؟؛يقول أخي؛تولول امي ؛يا لفضيحتنا!!!؛في الواقع كانت حاجتي للرقص كحاجة النبات للماء والدفء؛تراءى لي ابي عن قرب يحدجني بنظرات غضب وتأنيب؛اخترق دواخلى الم فضيع؛تواريت خلف الجمع حتى لا تأخدني العيون؛الرقص لازال مستمرا؛علت الضجة من جديد؛ساد الملتحد جو مشبع بالحبور؛تفجر هواؤه بالمتعة؛وأمطرت عليهم شأبيب السعادة؛بينما انا قرب شتلة على أهبة البكاء؛من قال ان الموسيقى لاترقص الوجدان ولاتحسن المزاج قد اخطأ؛صوت الغياط يتردد صداه"الهيت الغرباوي؛ما يجرح؛ولكن يداوي؛ياسيدي علي بوجنون؛لعريس مغروم او هواوي"؛اردت البكاء لان رغبتي في الهيت لم أتممها؛ادركت ان المتهورات لا يبكون؛وانا على دراية تامة؛ان عرس خالتي؛كان لهم وليس لي؛كدت اصرخ قائلة:انا لم ارقص....انه لكم... لكم.... وليس لي....
ليس لي....؛وانا امسح دموعي التي عبرت خدي ساخنة.
سمية قرفادي/ كاتبة/المملكة المغربية/القنيطرة
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016