قصه قصيره حزينه مبكيه(الام التي ولدتني) بقلم الشاعر جمال ربيع

قصه قصيره حزينه مبكيه

الام التي ولدتني

صوت بائع اللبن في الصباح الباكر
والشتاء كعادته قارص
وانا غفوا تحت اللحاف انعم بالدفء
وصوت امي ينادي برفق وطيبه
قوم ميعاد المدرسه اسمع واغص في النوم
واخيرا رفع اللحاف من فوق وسبحت من تحت السرير
ابو عمدان بلطف وحملتني وقبلتني واحتضنتي
وغسلت وجهي وقدمي لم نكون نغسل الاسنان
لا نملك حتي شقه نعيش فيها
غرفه فوق السطوح والحمام مشترك لاسره اخري
تقطن معنا السطوح.
ارتيديت المريله تيل ناديه والشطنه من نفس القماش
والكوتش باتا وشندويتش فول واخر طعميه
دون مصروف الحاله تحت الصفر
ومضيت للمدرسه والبرد يلفني
بالصف الثاني الابتدائي
مرت الايام واصبحت بالصف السادس
ام عامله مكافحه واب لا يعمل اقعده المرض
واولاد كثر بلا تنظيم اسره
الاخوه لمه ودفء وفقر مضقع
معاناه ليس كمثلها معاناه
والاهل والارقارب اسماء لا تعرف الرحمه
تم اصدار ازله للبيت وسكانه عليهم الرحيل
ليس هناك بديل زوج الاخت تقبلنا بعض الوقت
ثم مالبس ان هدد الزوجه ام رحيل اهلك او طلاقك
وانتقلنا لااطيب رجل عرفته
ابن خالت امي
يسكن في غرفه في تحت السلم
ينام بحوش البيت كان كبير
والام والبنات بالداخل والرجال بالحوش
ثم انتقلنا الي الخيام
عام تلوا العام مضت ثلاثه اعوام
واستلمنا مساكن شعبيه
اخيرا اصبح لدينا جدارن
فليسقط الاقارب وايضا الجيران
الرحمه هبه الرحمن للقلوب الرحيمه
اصبحنا سعداء رغم الفقر
اصبحنا نملك شيء نظريا
لم يمضي وقت طويل
حتي اشتدي التعب والارهاق بامي
واخواتي كثر انا لا اذكر ترتيب
لان بعد مرور السنون توفي الذي يصغرني
لفني الحزن ولم انسي وجه ولا طيبته
قد تخطيت مراحل ونسيت السرد
قبل امتحان الصف الثالث الاعدادي
فاقت قبل الفجر امي لتصلي الفجر
وهي متعبه كرشه نفس وصدرها يالمها
قالت قوم ذاكر امتحانك السبت
وكان يوم الخميس كانها كانت تودعني
وداعا صامت احتضنتي ووصتني
علي اخي الاصغر ثم ذهبت لتتحضر للعمل
اخر النهار كانت في دار الحق ونحن بدار الباطل
لاشيء اسوء من حبس الدمع علي اغلي شيء الام
احتبس دمعي وتحجر وقلبي يبكي دما
مر عامين وانا لا اعرف الا وجهها
ثم مالبس ان لحق ابي بيها حزنا عليها
لاشيء عندي غير البكاء والصراخ
بكيت الاثنين معا في حرقه قلب
وخوف ووحده لا سند ولا ونس
الا الله اصبحنا ايتام ابا وام
لا احد يملاء مكانهما مهما كان
حين ماتت الام ينزل ملك
يقول ياابن ادم ماتت من كنا نكرمك من اجلها
فاعمل عملا نكرمك من اجله
تخطيت الاربعين الان ومازالت اذكرها
وشريط حياتي اذكره بكل مافيه
صقلني اليتم وصبغني بالرحمه والطيبه والرجوله
لكن مازالت رجلا بقلب طفل
افتقدها بشده وابكيها دون وعي
وادعوا لها ولاابي واخي
واموات المسلمين
هو الحنين لااطيب امراه
من كانت تحبك للحب
دون هدف او غرض
الحب للحب
هو الام ومن الام

بقلم الشاعر جمال ربيع