قالت ....لا تلاطفني // مختار سعيدي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قالت ....لا تلاطفني
عندما أغلق باب زنزانتي و أختلي بحظي
أقف أمام النافذة أنظر من سجني إلى الأفق
أطوي مسافات الزمن المر
و تمتد أمامي التجاعيد التي خلفتها في داخلي سياط الماضي
فيتراجع كل شيء و يمزقني الأسى
و أشعر بالألم لأنك يا صديقي لا تريد أن تفهمني
و لا تعلم أنك برفقك هذا تجلدني
و تخنقني حرمة الصداقة لأنها آخر نفس تستمد منه ذاتي شيئا من الحياة 
فلا أرد عليك ....
رغم هذا
لا تحاول يا صديقي
لن ترحمك صرختي إذا تحررت يوما
لأنها ستمزق صدري و تفجر فيك هذا الهدوء
و تنشر ضمائر الجحود الميتة التي تدعي الحياة 
موحشة يقيدها حرماني و يسوقها ألمي إلى وهن الندم ...
سأراك يا صديقي مجرد قناع يختفي خلفه وجه لا شك أنه يشبه كثيرا بشاعة الوجه الذي يحمل ألف وجه و وجه 
ذلك الذي قيد بسمتي 
و سيج مشاعري 
ونصبني أيقونة في متحفه الواهي 
لا حق لي في الحراك
أنا الآن يا صديقي أمرأة من صدء و حديد
لا أومن بسنة المواسم و الفصول
و لا أؤمن أن الأيام تتزين من حين إلى حين بعيد....
أراك يا صديقي ترسم من السواد أحياتا 
و بالبياض منمنمات بدم امرأة استنزفت كل ما تملك من أجلك
و لا تزال تطلب منها المزيد
وحش يراعك لم يرتو بعد
فقل لي بربك كم هن عشيقاتك اللواتي أسقطتهن دندنتك في شطحات هواك
و من منهن استوفت الطقوس حقها
و قامت سليمة من حضرة الغرور بالبخور...
خلقت مثلك في ظلمات ثلاث وليس لي الحق أن أخرج إلا لثلاث...
من باطن أمي إلى الدنيا .
من سجن أبي إلى زوج المعاناة.
و من زنزانة زوجي الى الفناة.
هذه عندكم يا صديقي ليست وضعا
إنما هي سنة من سنن الحياة...
عندما أسمع رجلا يلاطف أنثاه
يشق علي الثعلب المسكين الذي انسلخ منه و جرده مما خلق له
و شد به ساقه و زين به لسانه 
و ضاع من الثعلب خطابه و خطاه..
مختار سعيدي
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016