الكاتبة حنين فيروز(رواية - بُـذورٌ مَـلـعـونَـة) ( 6 ) *** اللوحة بريشة الفنانة السورية ؛ روان سكر ***

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الكاتبة حنين فيروز
رواية___________ بُـذورٌ مَـلـعـونَـة ( 6 ) *** اللوحة بريشة روان سكر ***
ارتشفت هدى آخر رشفة من فنجان القهوة ووضعته فوق المنضدة،عقدت ساعديها أمام صدرها ،ووقفت بجوار النافذة ،تراقب الشارع الخالي من المارّة بفعل برودة الجو وهطول المطر،اندفعت حبّات المطر تتدافع على الزجاج وتزاحم بعضها البعض لتتّحد في الأخير وتصبح أشبه بشلّال صغير فوق جانب جبل أملس..
_ادخل !
نبست هدى بخفوت شديد،لا يكاد يسمع..حين سمعت طرقاتٍ هادئة على باب غرفتها،ظهرت حماتها وهي تحمل على كتفها أكرم الصغير الذي يلعب بمنديل رأسها،أشاحت هدى ببصرها إلى الشارع بغيظ مكتوم..
شرعت حماتها بالشكوى ثانية من مماطلة الخادمة كريمة لها،وعن ضرورة جلب خادمة أربعينيّة أو خمسينية فمشاكل الشابّات في رأيها لا تنتهي..
أومأت هدى برأسها موافقة،همّت حماتها بالكلام ثانية،لكنّها هرعت إلى الهاتف حين سمعت رنينه بعد أن وضعت الصغير في كرسيّه،بعد لحظات عادت مبتهجة،أطلّت برأسها وخاطبت هدى :
_لا داعي للاتصال بهم،كريمة ستأتي في الصّباح،زوجها أصبح عاطلا من جديد وسيهتمّ هو بالولدين..
زفرت كنزة باستياء واتجهت إلى المطبخ وغمغمت :
_أعتقد أنّه ما من شيء يستطيع التأثير بها أبدا...أفّ لصمتها الكئيب..
تمتمت هدى تحدّث نفسها :
_حين تعود تلك الثرثارة سأطلب منها حزم حقائبي !
لا مكان لها في هذا البيت،الصدمة ستزلزل كيانهما معا،لا تريد أن تشهد انهيارهما،حتّى لو استطاعت إعادة ابنها الحقيقي،لا يمكنها المثول أمامهما لتعترف أنّها ليست كما يعتقدان،وأنّ جرمها لا يغفره شيء حتى لو كانت معاناتها الطويلة وروحها الممزّقة..
حانت منها التفاتة إلى الشّارع في نفس اللحظة التي توقّفت فيها سيّارة أسعد الرمادية،ترجّل منها برشاقة،وانحنى يحمل علبا وأكياسا مختلفة الحجم..هتف صوت سعيد داخلها ..
_كم هو وسيم ورائع هذا الأسعد بحلّته السوداء وربطة عنقه الملونة !
نزعت خفّها النّاعم واستلقت على السرير،لحظات قليلة وانبعثت أصوات عالية من القهقهة والصّراخ من غرفة الصغير،قطّبت هدى حاجبيها،وتمتمت :
_متى ينتهي هذا الكابوس متى؟
تلك الفكرة الحمقاء سلبتها أمرين بالغي الأهمية،راحتها ومحبّة أسعد،فهي لا تنفكّ تفكّر في كيفية استعادة الأصهب الجميل،والتخلّص من هذا الطّفيلي المزعج،الذي زاحمها في حبّ أسعد وحنانه..
_يقولون أنّ البعيد عن العين بعيد عن القلب،لكن ما رأيكِ أنّه ساكنٌ في العين والقلب معا؟
هتف أسعد وهو يبتسم ويخلع سترته..
ارتسمت ابتسامة باهتة على وجه هدى بينما واصل أسعد حديثه بحماس :
_ليس ذلك فحسب،فحبيبتي هدى حين غابت عن العمل أخذت معها روح أسعد وعقله،فلم يعد له أيّ وجود يُذكر..
قهقه ضاحكا وتابع :
_لا تخبري أحدا..لقد وبّخني المدير أكثر من مرّة،خجلتُ أن أخبره أنّك تسلبين منّي كلّ شيء حين تغيبين..
اتّسعت ابتسامة هدى بصمت،جلس أسعد قربها وجذب يدها برفق :
_عزيزتي لقد طلبتُ أنا الآخر أجازة ليومٍ واحدٍ فقط،علينا الذهاب لزيارة والدكِ !
اكفهرّ وجهها وصاحت بحدة :
_لن أذهب إلى أي مكان غدا مهما حدث،لديّ موعد مع طبيبة نفسيّة،لستُ بخير ..
اقترب منها أسعد وقال باستعطاف :
_حتّى إن علمتِ أنّ والدك مريض وحالته سيّئة..أخشى أن يصيبه مكروه ..
تنهّدت هدى بضيق ولم تعقّب بشيء..
للصباح الباكر طابع جماليّ مختلف،إن كان اليوم رجلا متقلّب الأهواء،عكر المزاج، فالصّباح رضيع لطيف،كلّ شيء فيه صادق وحلو،بسماته تثير البهجة والسرور،سكونه جميل ونسماته عليلة..
استندت هدى برأسها على مقعد السيّارة،وأطلقت العنان لجياد أفكارها،ساعات فقط هي التي كانت تفصلها عن لقاء بديعة..ساعات فقط هي التي كانت حاجزا أمامها للوصول إلى الحقيقة واسترجاع صغيرها،أحيانا يتمدّد الوقت ويصير أشبه بقرون ويصبح القفز فوق حاجزها من رابع المستحيلات..
إطلالة سريعة على هاتفها جعلتها توقن أنّ والدها ليس بخير،لم تعتد منه أن يتصل أكثر من ثلاث مرّات شهريا،لكنّه اتصل سبع مرّات في يوم واحد..
بعد زواجها بشهور باع مصنعه الصغير واشترى جلّ الأراضي القريبة من أرضه ومنزله الريفي الذي سعى جاهدا لجعله تحفة ليس لها مثيل في تلك المنطقة،لأجل ذلك استعان بأصدقائه الأوروبيين لإعادة بنائه على طراز رفيع..
لكنّ هدى لم تحبّه أبدا حين تغيّر شكله،ولا تفتأ تردّد أنّ القديم كان أحلى واجمل..
أحيانا يُختزل العمر كلّه في لحظات قليلة،لكنها تعادل مرادف السّعادة،والسعادة فراشة رقيقة رفرفت بالقرب منها في أحايين معدودة لكنّ ظهورها اقترن بوجودها وأم هاني في المنزل الريفي، حيث للجمال مفهوم آخر مختلف..
الحظيرة بحيواناتها الجميلة،المطبخ الأشبه بكوخ صغير خارج البيت يملؤه السّخام من كلّ جانب،صوت الكلاب وهي تنبح في آن واحد لتعلن عن قدوم الغريب،البدويات الصّغيرات الجميلات اللّواتي ينظرن إلى هدى بفضول ،كل هذه أشياء ميّزت تلك الأيام بطابع خاص لكنّه بديع حقّا..
أيام رائعة كانت تبدو حينئذ في منتهى البساطة والروتينية،لكنّ هدى أدركت بعد ذلك أن تلك اللحظات كانت ومضات للسعادة والبهجة،أمّ هاني الثمينة بكلّ مافيها وهذه المزرعة المهجورة التي تبدو من بعيد تشهد بذلك..
_ها قد وصلنا !
هتف أسعد بحماس،بينما جالت هدى بعينيها في المكان،منزل والدها الكبير وفي الأطراف البعيدة في الدواوير الأخرى منازل صغيرة متناثرة هنا وهناك..
تبعت هدى أسعد بآلية وهو يرتقي درجات السلم برشاقة ويطرق الباب الكبير،نظرت هدى إلى شجرة التين في جانب السور هي فقط من تبقى ممن شهد تلك الأيام الجميلة،لو أنّها تتكلم لسألتها هدى :
_هل ما زلتِ تذكرين ؟
فتح الباب رجل خمسينيّ،طويل القامة نحيف الجسم،لطالما حدّثها والدها بكلّ زهو أنّه عيّن رجلا يدعى عبد الواحد يقوم بالكثير من المهامّ داخل المزرعة وخارجها ..وهكذا استطاع التّقليص من مصاريف المزرعة..
_مرحبا بكما،،تفضّلا الحاجّ علي في انتظاركما..!
أفسح عبد الواحد باسما الطّريق أمامهما وهرع إلى المطبخ لتحضير الشاي..
عانقت هدى والدها وجلست أمامه تراقبه خلسة وهو يتحدث مع أسعد برسميّته المعهودة،كأنّه صار هزيلا،ووجهه مصفرّا،لا يبدو بخير،لكنّ كل ذلك لم يغيّر فيه شيئا،قهقهاته السريعة،ضغطه على مخارج الحروف وابتسامته الممطوطة..
التفت إليها والدها فجأة وسألها:
_أين جنرالي الصغير،لقد اشتقتُ إليه حقّا !
اعتاد والدها تسمية أكرم بالجنرال حين تجاوز الشّهرين من عمره،وعدها بشراء مهر صغير لأجله فهو في رأيه فارس قفز فوق هوّة الموت وتجاوزها بشجاعة وبسالة..
قطّبت هدى حاجبيها وهمهمت بعبارة مبهمة ثمّ قالت بصوتٍ واضح :
_هل زرتَ الطّبيب بابا ؟
_أنا بخير هدى،وحده الموت يستطيع هزيمتي،،لامرض ولا أي شيء آخر !
جذبت هدى يده وقبّلتها بلطف واستأنف الحاج علي حديثه ضاحكا :
_صديقي البروفيسور أحمد، ذلك الذي أشرف على عمليّة ولادتك حين أصررتِ عليها في المشفى الحكومي،حاول إرغامي على المكوث أسبوعا في مشفاه الخاص،لكنّي نجحتُ في الإفلات من قبضته..
واصل والدها حديثه عن جدوى التحاليل والفحوصات رغم كون النتيجة حتمية،على حد تعبيره فالموت قادم لا محالة..
ارتبكت هدى حين تطرّق والدها الى ذلك اليوم،فقامت بسرعة وهمست باقتضاب :
_لحظات وأعود!
كادت تصطدم بعبد الواحد الذي يحمل صينيّة الشاي وصحن للفطائر التي أعدّتها زوجته في ذلك الصباح..
أحكمت رباط معطفها ووشاحها وخرجت تستنشق بعض الهواء النقيّ بعيدا عن تلك الذكرى السيئة التي أثارها والدها،اتجهت نحو تلك الربوة التي شهدت إحدى هزائمها..
بعض الأمكنة تكاد تنبعث حية لتحكي ما حدث في الماضي،منذ سنوات كانت هدى تقف وقفتها تلك ،على يسارها أسعد وحماتها وعلى يمينها والدها،كان يرتدي جلبابا صوفيّا بنّيّا،وضع يديه خلف ظهره وهتف بزهو :
_لقد استبدلت المصنع بهذه الأراضي،أنظري يا هدى،والدك صار أكبر ملاّك في هذه المنطقة،سأزرع الزعفران وأصدّره إلى الخارج،سأعوّض خسارة المصنع،لا يهمّ الفشل،المهمّ ألاّ نستسلم له،ما رأيكِ بابا ؟
همست هدى بشرود :
_اشتقت إلى دادا أمّ هاني !
التفت إليها والدها بسرعة وهتف بامتعاض:
_ألا يهمّك طموح والدك أبدا؟
ردّت هدى باستكانة :
_واثقة أنّك رجل أعمال ناجح بابا..
قهقه الحاج علي وخاطب الجميع :
_بالطبع ناجح،وسترين حين أصبح أكبر مصدّري الزعفران !
اقترب من هدى وانحنى على كتفها مغمغما :
_أمّ هاني توفيت منذ شهور..ذات مرّة زارني شقيقها ليخبرني أنّها تعاني من وعكة صحّية وتريد رؤيتكِ،رميت له مالا وأوصيته بالاعتناء بها..
توقّفت هدى عن المشي وتسمّرت في مكانها بذهول وصرخ صوت غاضب في قعر أعماقها..هكذا ببساطة يخبرها والدها أنّ مربيّتها أمّ هاني توفّيت ..كنبأ موت كلب الحراسة أو حمار الخادم عبد الواحد..
أم هاني ترحل هكذا دون وداع،ترحل دون أن تسمع من هدى كلمات شكر وعرفان،ترحل دون أن تشدّ على يدها وتقبّلها قبلة أخيرة ،ترحل دون أن تودّع ابتسامتها الجميلة ببياض أسنانها القويّة الذي لم ينل منه تقدّمها في السن..
كانت هناك تقف عند الباب الكبير تغالب دموعها التي ما لبثت أن تساقطت بغزارة حين ابتعدت السيّارة التي أقلّت هدى رفقة أسعد إلى بيتها الجديد..لكنّ هدى لمحتها حين رفعت كمّها لتمسح عبراتها،وشعرتْ بوخزات في قلبها الرّاكد..
أشرفت أمّ هاني على كل صغيرة وكبيرة في حفل الّزفاف ،حتى أنّ هدى كادت تصرخ في وجهها أكثر من مرة،لكنّها كانت تتراجع لسبب ما،في ذلك اليوم فقط عرفت أنّه لم يهن عليها إيلام ذلك القلب النبيل المعطاء..
قلب يساوي عشرات القلوب مجتمعة،لم يكن الحبّ يوما كلمة تقال أو لحنا يُعزف، ولكنّه كان اهتماما وعطاء بلا حدود..
ما أقساها من قلوب وأوّلها قلب هدى الذي لم يفتح بابه على مصراعيه أمام أمّها الوحيدة،أمّ منحها إياها القدر،أمّ ربّت وسهرت وعطفت ،لكن بأجر زهيد وبقواعد قاسية وضعها والدها الأرستقراطي..
عاد أسعد ليمسك في يدها وجزع لمرأى الدموع تنهمر من عينيها بصمت..بينما أكمل الحاج علي جولته في مزرعته رفقة السيّدة كنزة،بعدما ربّتت على كتف هدى داعية أن يشملها الله برحمته..
جلس أسعد فوق الربوة يواسي هدى التي كانت تنتحب وتنعي القلب الدافئ الذي غاب للأبد،هتف أسعد :
_يمكننا حبيبتي زيارة قبرها !
صاحت هدى بغضب وحزن :
_قبر دادا أم هاني هنا في قلبي،الذي لو كان حقّا يستحقّ حبّها لما ظلّ صامتا طوال تلك السنين..
عادت هدى إلى البيت الكبير حين بدأت الأمطار ثانية في الهطول،واكفهرّت السماء كأنّها هي الأخرى آلمها ذكرى رحيل أمّ هاني المفاجئ..لو أنّها لم ترحل..لو انّها ما تزال على قيد الحياة لكانت أفضل عزاء وخير سند..
فوالدها رغم محنها المتكرّرة لم يستطع إلا مواساتها بجملٍ رسمية ثم يغادر بعد شربه فنجان القهوة..
حتّى الخطوات تهرم وتشيخ ليس فقط بمرور السنوات لكن أيضا بتراكم الأحزان وخيبات الأمل،ما أحلاها من خطوات شقيّة سعيدة حين كانت هدى طفلة تقفز بفرح في جنبات تلك المزرعة،وما أثقلها من خطوات بئيسة حين عادت أدراجها إلى بيت والدها..
حاول الحاجّ علي الوقوف لمرافقتهما حتى باب البيت لكنّ هدى أصرّت على بقائه في فراشه،ووعدته بالعودة في أقرب وقت وهمست في أذن والدها :
_ادعُ لي بالعثور على ضالّتي وسأعود لأمكث معك وقتا طويلا..
عجز والدها عن استيعاب مطلبها لكنّه رفع يديه إلى السماء وتمتم بكلام مبهم..
أصرّت هدى على العودة عصرا حتى يتسنّى لها زيارة طبيبتها الجديدة،وافقها أسعد على مضض وغادرا المزرعة بعد تناولهما طبق الكسكس الذي جلبه عبد الواحد من بيته..
قاد أسعد السيّارة نحو طريق العودة،وراقب هدى خفية،أحيانا تبدو مثل عصفور رقيق جميل،لا يسعه سوى الابتهاج عند رؤيته،لكنّها أحيانا تتحوّل إلى لبؤة حزينة تئنّ بصوتٍ مكتوم ..
ساعتان طويلتان قضاهما أسعد في الطريق السيّار ،أخيرا شارفت المدينة على الظهور،واستيقظت هدى من غفوتها لدى سماعها صوت جلبة أحدثها ازدحام مدخل المدينة..
قالت بلهجة آمرة :
_سأنزل هنا..
همّ أسعد بالاعتراض فتابعت بحزم :
_وسأعود في سيارة أجرة..
تنهد أسعد بعمق وتمتم : _حسنا
دخلت هدى عمارة على جانبيها عدة لافتات لأطباء ومحامين،وقفت في مدخلها للحظات،عادت وأطلّت ببطء،وخرجت بسرعة لتوقف سيارة أجرة..
بعد هنيهة وقفت تتأمّل باب المشفى وتنفست الصعداء،صعدت الدرج برشاقة وتوجّهت رأسا إلى مكتب الاستعلامات..
أطلّ عليها وجه مطليّ بالكثير من المساحيق ترتسم عليه ابتسامة لطيفة ..
هتفت هدى دون تمهيد :
_أريد رؤية الممرّضة بديعة التي تعمل في قسم المواليد الخدّج !
اتسعت ابتسامة الموظّفة الشابة وقالت :
_لحظة سيدتي،لقد التحقتُ بالعمل فقط منذ أسبوع،سأسأل المكلّفة بالموظّفين وأعود..
طال وقوف هدى بجانب المنصة وآثرت الجلوس،انشغلت بتفحّص هاتفها،حانت منها التفاتة سريعة لنساء يتوجّهن إلى الخارج،أحنت رأسها ثم ما لبثت أن رفعته،كأنّها لمحت وجها مألوفا،قامت تجري خلفهنّ في حين توقّفن للحظات أمام باب المشفى،هرولت هدى إلى حيث يقفن بجانب سور المشفى وهتفت بذهول :
_بديعة !
نادتها بشي من العصبيّة لكنّها لم تستجب،إستأنفن السّير ثانية بعدما فتحت كل واحدة منهنّ مظلتها،خشيت هدى أن تفقد أثر بديعة فصاحت بأعلى قوّتها تناديها لكن دون جدوى..ركضت نحوهن وأمسكت بذراع المرأة التي نظرت إليها باستغراب وابتعدت عنها بضيق وقالت :
_يبدو أنّك مخطئة سيّدتي،لأنّ عمودي النور المكسورين هنا يجعلان الرؤية ضعيفة..
تابعت طريقها رفقة صديقاتها،في حين سارعت هدى للإمساك بذراعها ثانية بإصرار وقالت :
_لستُ مخطئة أبدا !
تدخّلت إحدى السيّدات وقالت بلطف :
_بلى سيّدتي ،أنتِ مخطئة فهذه رئيسة الممرّضات وتدعى رحمة !
صرخت هدى في وجوههنّ وقالت :
_بديعة،رحمة ليس مهمّا،لن أبتعد عنها حتّى تجيب عن أسئلتي..
ضغطت بديعة على يد هدى وهي تبعدها عن ذراعها وقالت بغضب :
_من الأفضل لكِ أن تتركيني الآن،وعودي نهارا لتتأكدي من أكون !
شعرت هدى بتهديد مبطّن في تلك العبارة فتراجعت إلى الوراء،وتابعتهنّ ببصرها وهنّ يبتعدن عنها..
(يتبع)
اللوحة من إبداع الفنّانة السورية "روان سكر "
2/5/2016
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016