لم يمت السامرى _ بقلم / بقلم حسن بوموس

كل الأشجار تحركها الرياح 

ماعدا الأشجار الجافة

واليابسة على أغصانها

والمجردة من أوراقها

الخضراء 

الفاقع لونها

ساسها جد الفصول

فصل الخريف

قوض بناءها

لا حفيف لها

إلا فحيح الأفاعي

التي تتربع 

على هيكلها

في برج المراقبة تنتظر

وجبة لحم طير

مما يطيب ويحلو لها

أحقا يكذبون الناس

على الميت

فلماذا دموعنا تحرقه

أحقا هو في دار الحق 

ونحن في دار الباطل

يا أهل العلم

أفتوني كم وجبة 

عند أهل الجنة

أفتوني في صناعة الدمية

الدمية الجنسية

لم يمت السامري

فهو لا يزال حاضرا في كل عصر

من عجل جسد له خوار

إلى مومياء 

بلا خجل ولا حياء

إلى دمية جنس تدعو 

إلى العيب والعار والعهر

ويا جدي لماذا أورثني بندقية 

بندقية صيد

حتى صرت أرتكب

الجرائم في حق الطبيعة

كقتل العصافير

المغردة

مثل العندليب

والبلبل

حتى لم يبقى يسمع

لصفيرها وزقزقتها إلا القليل

ويا دجاجة بلا نهد

من أين ترتشف صغارك

حليب العطف والحنان

فمن الأسى أن أتكلم

مع من لا يريد أن يسمع الكلام من أصله

أو أكتب الشعر إلى من لا يقرأه لكراهيته

أو أبكي أمام الذي لا يشعر بالطفل السوري وَيُتْمِهِ

وقد أبكينا وشبعنا البكاء من قبله

و يا منيتي 

و يا ملهمتي

و يا موناليزا هذا العصر

و يا فتاة مستحيلة التكرار

لا تؤاخذيني بما أخطأت في حقك

وأنا كذلك لا أؤاخذك بدوري بما غِبْتِ

ففي كتابة الشعر أجد لذتي

وشهوتي

ولا زلت أحلم بك

رغم أني أعلم أن واقعك لغيري

وليس لي

وكل الأشجار تحركها الرياح 

إلا الأشجار اليابسة 

والجافة على أعوادها 

لا حفيف لها ولا لي.....بقلم حسن بوموس