ابحث عن ذاتى // لفيفى سعيد محمود

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ابحث عن ذاتى
لفيفى سعيد محمود
________
/لا اعلم _\ لماذا اردت ان اجهش بالبكاء فجإة ؟ وبدون مقدمات وجدتنى اعبث بقلمى الذى نزفت دماؤه كثيرا على اوراقى
بكلام لا يفهم معناه ولكن رغبتى فى الكتابة كانت اقوى منى ومن ان ابقى على القلم واصبحت اخط به اشياء عدة
ارسم دوائر لا نهاية لها .....
.
شعرت بخواء داخلى وظلام مطبق وموحش تشعر بالرهبة بدون ان تراه ،لقد اصبح قلبى مثل شارعنا الذى أطلقت عليه أسماء
عدة ،منها شارع الضباب ،وشارع الأموات .لا تكاد ترى فيه نملة وكأنما حطت عليه اللعنة ممنوع الأقتراب .
سكونه أصابنى بالملل والذعر فى آن واحد .حتى الشجرتين اللتين تسدان عنا الهواء القادم من النافذة الوحيده على الشارع ال
الخارجى كأنهما بلا حياه ، رغم أنهما ينموان باستمرار ، الجيران بصمتهم المطبق والمثير للإشمئزاز،جدران منزلى التى أعلنت ا
الحرب وتشققت ودبت فيها الفرقة وأصبحت لا تطيق نفسها .ترددت بداخلى كلمات عديدة ( العدل _ الحق _ المساواه _ الحياة
_الموت ) الحياة والقيم او الموت .
تكاد رأسى تنفجر لا أستطيع أن أفك طلاسم الأشياء وحدى عقلى لا يستوعبها جميعا ولا أحد يفكر فى مساعدتى على فكها
اللوحات المعلقة فى غرفتى والتى صرخت بأعلى صوتها لدرجة أفزعتنى من النوم ولومها لى بأننى سجنتها فى مكانها ولم
أفكر فى إطلاق سراحها أو حتى أغير من مكانها أغبياء فهم لا يعرفون أننى أحبهم هكذا ...
الأصدقاء الذين شغلتهم الحياه ! وأصبحنا نرى بعضنا بالكاد وعند تقابلنا لا يكفى الوقت لإلقاء شحنة الغضب المثقلة بداخلنا
وبعض من الفرحة ...
القصص التى قرأتها مرات ومرات حتى أننى حفظتها عن ظهر قلب وكأنهما مقرر دراسى بحثا عن معنى جديد فى كل مرة .
مخطوطتى الصغيرة التى أصبحت أشگل فيها وألصق الصور واستخدم الالوان بشكل جنونى كلأطفال رغبة مسيطرة على
عقلى لا تبرحه بل تزداد......
أبى وعيناه الجاحظتان التى توجه إلىٓ اللوم فى كل تصرف أفعله مع أنه دائما ما يأتى فى أحلامى مبتسما مادا يده لى .....
البيوت المترأصة إلى جانب بعضها معلنة معاهدة على ذلك بألا تفترق برغم أن من فيها لا يتقابلون ولو لمرة واحدة واحدة
فى العام واكتفوا بالطبق المعلق فوق سطح المنزل بإلقاء الأخبار يوميا ومعرفتها وبرمجتها فما الداعٍ للمقابلة .
تركت الشارع بكل ما فيه وسرت نحو الشارع العمومى .،الشارع يعج بالسائرين أناس من كل مكان .
ألقى نظرة على المحلات . الأسعار فى إرتفاع دائم .الأمهات صوتها يعلو فى الشارع صارخة فى صغارها وهى حزينة لا تملك
ثمن الحذاء والشنطة التى يريدونها .
الكل فى حاله مشغول بنفسه مطبق على أحزانه وحده لا يريد أن يشاركه أحد فيها وكأنها سر من أسرار الكون .
صوت المؤذن الذى أصابنى بالفزع لقد اعلن عن أكثر من أربعين حالة وفاه هذا الشهر ماذا حدث لهم ؟ لا أعلم .....
أصبح لا يهمنى المهم أنهم استراحوا .........
الجو الخانق والملئ بالأتربة ،أصابعه تنغرز فى رقبتى معلنة أنها لن تتركنى حتى تقبض روحى وتريحنى من هذا الملل وأنا
مستسلمة لها على غير عادتى المعروفة بالتمرد ........
وبدأت أسأل نفسى كل هذه الأشياء التى تشغلنى وتؤرقنى ومع ذلك أشعر بخواء ملأ كل حياتى ؟ لكأننى أحتاج أضعاف
أضعافها حتى لا أشعر بالخواء والملل أبحث فيها عن ذاتى التى لم أجدها يوما ! ........
من مجموعتى القصصية ابحث عن ذاتى رقم الايداع ٩٠٠٢/٢٠٠٣
________
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016