حكاية قلم // ميسون محمد شعبان - وردة البنفسج

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


حكاية قلم 
تألمت كثيرا من غدر الزمان والأحباب والأصدقاء 
تألم معي القلم مرارا وتكرارا ولكنه رفض مني 
الاستسلام ورمى بنفسه بين ذراعاي وانطلقت
انا وهو نسطر الحبر ممزوجا بالدمع والألم
يا قلمي الحبيب اخبرهم هل كان يستوجب
ان يقتلوا كل احاسيسي حتى انضج ؟
ربما لهم الحق وكيف لطفلة بمشاعرها مثلي
ان تتعلم معنى المكر والخبث بل لبس الاقنعه
وصور الغدر والخيانة ان لم تقع في بئر يوسف .
في ذلك السجن نضجت وتحولت من طفلة
مدللة مملة الى امراة صابرة تعرف معنى البأس
وتتنزف دماء طعنات الغدر وتعلم ان لكل اجل كتاب .
هناك تعلمت كيف افرش الارض والتحف الهواء
هناك تعلمت ان العب بخيوط الشمس بدل العابي
هناك تعلمت كيف ارقص على صوت الرياح
هناك تعلمت كيف ارافق نملة واتعلم منها الكفاح
هناك تعلمت ان صوت العصفور رحمة تبعث بي الامل
هناك تعلمت كيف اكل الحجر ليقوى قلبي ويتحمل
هناك تعلمت ان لاخير في الناس ان لم يكن في نفسي
لا أنكرُ يَوماً انَني سَئمَتُ الحيَاة ،وتمنيت الموت
وَ لاَ أنكَر ضُعفيْ مَن بَعض الظُروفّالتي لحقت بي
وَ لكَن بِدَاخِلي رُوح حيه عاشقه تُلونْ لَي الحيَاة
؛ تَمنحنِي القُوةْ كُلمَا تَذكرتُأنَ الله إذَا أحَبَ عَبدَاً
ابتَلآه .. واذا كان معلمي الزمن والأيام قد ارهقني
في بحر الجراح وتركني بلا ضماد عليلة مبعثرة
لابدو ضعيفه ولا قوة لي ما العمل إلا الكفاح بقوه
أعدل يادنيا ان اضحك لكي وأحاول مجاراتك
وتبادليني الصدق والبراءة بسهم مسموم...؟
أ عدل ان اشارككي سنين من أحلامي البريئة ..
كي تغرسيها انتي في واقع كله للاسف هموم....
الا استحق ردا لسلامي يادنيا ... ام ان السلام
لغيري هدية ... ولي التعاسة أنا قدر محتوم.....
لا أريد انا منك جناحين لتطيري بي وتحلقي .....
حلمي أنا فقط سعادة لساعة ..... عفوا بل دقائق
مشتقة من يوم ..... مسروقة من الم وشقاء
كوني منصفة لليلة معي فقط ..... ليلة احكي
فيها للقمر سعادتي عله يرتقي بي فوق النجوم......
اول ابتسامة تكون له وهي الاخيرة له قبل الرجوع
لموطن الكآبة والهموم ولدنيا غاب الصدق فيها
نعم يا قلمي .. نضجت أخيراً ومازلت في سنّ الزهور
..صغيرةٌ أنا لكنّ الزمان كان معلمي فاختلفت عن
بقية الأطفال الذين تعلّموا على أيدي البشر معلّمي أنا
شكّلني كالصلصال لأبدو بهذه القوة وبهذا الكبرياء
تحية خاصة لذاك الزمن الذي صنع قوتي باحداثه
المؤلمة في عهد الصغر .... فهو معلم قاسي لا يرحم
طفولتي البريئة لكنه أوجد امرأة ناضجة قوية
تجيد لغة الثقة متحدية أشد عواصف الدنياء مواجهة
------ ميسون محمد شعبان وردة البنفسج -------
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016