قصة قصيرة مأساة / بقلم كمال الدين حسين القاضي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قصة قصيرة مأساة
لم أدر ما أوقفني في هذا المكان وتسمرت قدماي.
ووقع نظري علي حذائي المتسخ بالأتربة فأحسست
بضيق شديد.
ورفعت رأسي ونظرت بعيني الي مدي ليس ببعيد
ولا بقريب ..فلمحت طفلا بين أكوام الزبالة. يفتش
في أكياس الزبالة ويتناول منها لقيمات من الخبز الجاف.
يرتدي ثيابا رثة بالية قذرة ممزقة كل جزاء
من الثوب يترنح ويطير من شدة الهواء.
فيكشف عن جسده النحيف الهزيل
ثم يعود الثوب ويغطي جسده وشعر رأسه
عالقة به الأتربة حافي القدمين
فلما وقع بصري علي هذا المشهد أحسست
بألم شديد ومرارة شديدة وحدث لي حزن بالغ
فقلت يا الله رحمتك بالعباد
فأردت أن أعرف ماهي أسباب تشرد هذا الطفل
ولماذا يأكل من الزباله
فمشيت وئيدا نحو الطفل وانظر اليه
دون أن ينتبه الي أو يلمحني عندما أقتربت منه
أرتجف وأضطرب وجري وناديت عليه لكي أعرف
قصته
كان يخطو خطوات مسرعة ثم ينظر الي الخلف
ولست أدري ماذا فعل الطفل حتي يخاف من أي شخص
ينادي عليه
توقفت قليلا .
فجاءة التقيت به في نهاية الشارع المزدحم
فأبصرني خوفا وكأني احد رجال الشرطة
يبحث عنه
فأسرع الخطا ثم ينظر الي الخلف
ويتمتم بكلمات كثيرة لا أفهمها ولا أدري مغزاها
شدني موقف هذا الطفل ونسيت كل شيئ
قررت أن أقدم له المساعدة .
وحاولت أن أسأله مع من يعيش
وقد أخترق الطفل الزحام الذي يصعب أختراقه
بسهولة
الشارع المزدحم بلفيف من البشر ثم أختفي
بينما أنا أمام احدي المقاهي المتطرف
أبصرته يمشي خلف عربة كارو ولا ادري ماذا بها
فأبصره العربجي ونزل من العربة و جري خلف هذا
الطفل
فأنتابني شغوف  الي معرفة وضع الطفل
فأخذت أتتبع سلوك هذا الطفل دون أن يبصرني
أبصرته ينظر الي محل الحلوي بنظرة الحرمان
ويطيل النظر 
وأخذت أتتبع خطواته ونظراته ثم وقف أمام مطعم
ولعابه سألت الي الطعام وتسمرت قدماه أمام المطعم
ثم يضع أصبعه في فمه
والرجال وأطفالهم في المطعم و أخذ يمعن النظر اليهم في تحسر وغيرة وهم يأكلون أشهي الماكولات
ويشربون الذ المشروبات
ثم تحرك بعد أن زجره صاحب المطعم 
وبعد تفادي المطعم وجد توسكل عليه خبز
واقف وصاحبه علي وضع الاستعداد للتحرك
وبدأ ينظر الي الخبز ثم مد يده وأمسك بكيس من
الخبز ولمحه صاحب التوسكل
وأخذ يجري وراءه حتي امسكه
وأنهال عليه ضربا
فأسرعت اليهم والطفل يقول أمانة أمانة 
وهو يبكي بدموع منهمرة وقلت أنا للرجل 
أتركه بالله عليك وخذ مني ماتريد وأترك له
كيس الخبز ولما سألت الطفل لما ذا فعلت هذا
بكي وقال أنا وأخوتي لم نذق طعاما من يومين
وأبي رجل ضرير لا يقدر علي العمل بعد فقد
بصر ه في حادث وليس لدينا أي شيئ في هذه
الدنيا وأخوتي أصغر مني سنا
وبعد برهة أختفي الطفل وسط الزحام
 بقلم كمال الدين حسين القاضي
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016