( آسف ..) بقلم : الشاعر إحسان الخوري

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

( آسف ..)
بقلم : الشاعر إحسان الخوري
أنا عدت للإعتذار ..
آسف ياامرأة ..
لا ..
لا إنها مفردة قزمة ..
هي ثلاثية الحروف ..
غير مجدية ..
هي صنعت بالقالب الخطأ ..
أين هي أمام جمالك الهائل ..!
أمام روحك البديعة ..
أنت دخلت فؤادي ...
فؤادي أحبك ..
هو لا يريد الإنفلات منك ..
الزمن لا يحدد الاشياء ..
هو في ثانية أحبك ..
دخل وتكون في داخلك ..
ثم غاص إلى أعماقك ..
غرق ..
وما أجمل الغرق في أعماقك ...
هو يكاد يجن ..
إذا يوما فكرت أن ترحلي ..
هو يجزم أنك خلقت له ..
أنت أميرته التي حلم بها ..
وتمنى أن يتسمر بعينيها ..
أن يكتب كل قصائده لها ..
وليس أبدا لأحد سواها ...
أين هم النساء ..
لكي يركعوا أمام أميرتهم ..
وهل للدهشة أن تعترض .. !
أنت خلقت منك جميع النساء ..
أنت التي أغدقت عليهن الأنوثة ...
تعالوا يا نساء الأرض ..
تعالوا إليها من المشارق ..
تعالوا من المغارب ..
وباركوا مليكتكم سيدة النساء ...
ياإمرأة ..
دعيني أزور حضارة سمرتك ..
مراهقة سمرتك تغويني ..
ولم أنسى حكاياها على جسدي ..
حين يومها ..
جئت تزاحمين ملامحك في عينيك
تفوحين من خبز سمرتك ..
تصرخين بوجه الحلم ..
لترتشفي قبلاتي بعينيك ..
وتتوسدي جسدي بروحك المتعبة ...
ياإمرأة ..
أجلسي أمامي طويلا ..
جاهري بسمرتك ..
جاهري ..
لتسقطي لون الشمس ..
إزدحام مفاتنك تشاكسني
شرعت تربكني
تلاوع وجدي ..
وتشتتني ..
سأخلع ترددي وأدخلك ..
أختبيء تحت ظلال رموشك
أتفيء من أشعة عينيك ..
أخض نظراتك وأصنع عشقي ..
أرتكب محال الهيام ..
أصفف نبضاتك على مقاس فؤادي
أخلط عسل شفتيك ..
وأصنع من جديد طعم المسك ..
أكنس ذاكرة الأمس ..
لأبدأ بقبلات العهد الجديد ...
ياإمرأة ..
إستفحل العناب على شفتيك
نضج ..
إلتهبت القبلات ..
تجننت ..
حان الوقت ..
لأرتشف سمرتك حد الثمل ..
وأبدأ أرشو جسدك بالقبلات
لأزور كل أنحاءك ..
وأترك إمتدادي حتى الغرق ..
ياإمرأة ..
ورق التوت لم يعد يعنيني
أنا أسمع صهيل نهديك ..
أسمع قهقهة رباطهما الأخرق ..
لقد إستفاقت نهداك ..
وهذا يقلق إنتظاري ..
إنهما يرتلان العشق ..
يخمشان مساماتي ..
يناشدان أصابعي ...
يريدان النجاة ...
فك مآزرك ياإمرأة ..
لتنهار قيودهما ..
فأنا أحمل جواز السفر ..
والتأشيرة إليهما ..
أنا أنتمي لنهديك ..
سأدوزن شفتاي على ألحانهما
أتلو صلاتي على قمم نهديك
وأعزف الفصل الثاني للقبلات
فأنا فلاح مهووس بحبات الكرز
وقطف العنب بلون الزبيب ..
بنكهة شمس صيفية ..
بنكهة أوراق الحبق ..
ويبدأ يهطل شلال القبلات ..
غزيرا غزيرا ..
فأعدل ..
نهدك في يدي قيد الإنتظار ..
ونهدك الآخر أمتحن فيه نهدك الأول ..
ياإمرأة ..
أنت شتت هدوء ذاتي ..
أنا أشتاقك ...
إغفري لي شرودي فيك ..
أنا لا أجيد الشهيق بغيرك ..
أنت لم تقتحمي حياتي ..
أنت جئت لتعيدي الحياة فيها
أنت مثيرة بأحرفها الخمسة
تلتمعين كالنجوم ...
وأعرف أن النور لا ينام ..
لا ينطفيء ..
لكن العتمة ستكون شديدة
إذا غاب طيفك ..
فأنا بدأت أتعود عليك ..
أخشى أن تدور عجلة الأيام ..
وأتعود على حضور غيابك ...
ياإمرأة ...
أنا أكتب كي لا أكون وحيدا
أكتب بعضي فوق بعضي ..
ولا أجد بين حروفي سواك ..
أكتب عزاء ذاتي ..
بعيدا عن كل ذات ..
أكتب على توقيتك أنت ..
أمزق كل كتب تاريخي ..
أصنع تاريخا جديدا من روحك
وأصنعه لعديد سنوات الخلود ...
من ديواني الثالث : *قوافل النساء*
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016