دم البراءه // لأميرة الإبداع ( ريم صلاح )

دم البراءه

دم البراءه // لأميرة الإبداع ( ريم صلاح )

............
مشهد أوّل
............
صوت زغاريد ..
على لحن عياط البنت النور
بنت دقايق بدر بدور
جوّه اللفّه الكل شايفها
شمس بتتسحّب وبتضحك
من بين الغيم المسحور
اللي أبوها الطيب مات
حتى ما كمّلش الشهرين
بس القلب النونو مؤكد
حاسس بيه
نازله عيونها الحلوه بترمح
بين تفاصيل الناس الواقفه
وكأنّها بالعين بتدوّر

جوّه وشوش الخلق عليه
وامّا التفتت ..
على سرسوب الأم النايمه
شربت منُّه ..
دخلت جوّه الحضن الواسع
نامت فيه
مشهد تاني
.............
يوم ورا يوم البنت بتكبر
يوم ورا يوم الحمل بيكتر
والأم الأضعف م الورقه
ليل ونهار ف الدنيا بتشقى
لجل عيون البنت السكّر
لكن عجزت
واستوطن ف جسدها الداء
أصل وباء الفقر بيقدر

وحده يصاحب ألف وباء
ضاع مجهود الأم هباء
والبنت ام تسع أعوام
خرجت م التعليم واشتغلت
برضُه ما كفّت
مدّت إيدها على استحياء
لجل تجيب القوت بالكاد
وعلاج الأم المرميه
جوّه حدود الأوضه الضلمه
اللي مصاحبَه البرد سنين
والحزن اللي ما يولد أبدا
إلا نهار مكسور وحزين
شد من الأم المرميه
أخر شهقه ف نَفَس الموت
والبنت ام تسع أعوام
صرخت صرخه بكل مافيها
لمّا انحاش من صوتها الصوت
مشهد تالت
.............
خالها اتكفل بيها وخدها
سنه والتانيه ما طاقش وجودها
قال : القوت لعيالي يا دوبك
يبقى طبيعي نوفّر قوتها
بقى يرميلها العيش الحاف
لمّا انسلّت ودبل عودها
حتى ف عز العيد بتعيّد
بالهدمه المكسيّه برقعه
وامّا البنت بصوت براءتها
حاولت تشكي ..
الخال اللي كفلها طردها
مشهد رابع
.............
خدها العم ..
عاشت بين تفاصيل الهم

حتى اللقمه الحاف بتاكلها
حسّه بتنزل جوفها بسم
حسّت طعم اليُتم حقيقي
داقت فعلا يُتم الأم
عبّت كل همومها ف روحها
مين بيتيم الروح يهتم ؟!
مشهد خامس
................
لسّه كمان أيام وتكمّل
من أعوامها اتناشر عام
دخل العم عليها ف إيده
واحد يمكن
أكبر من عمره بأعوام
قال دا عريسك
هادي وطيّب قلبه كبير
واحد لُقطه

وح يدفع مهرك قناطير
أسبوع واحد جهّزي حالك
وح ياخدك ويّاه ويطير
البنت اللي عيونها حزينه
خافت جداً
سهرت طول الليل بدموعها
وامّا يادوب الفجر ح يدّن
إنسلّت من بين فرشتها
راحت فتحت باب البيت
جريّت
هربت
عبّت كل دموعها ف إيدها
راحت عند القبر .. وقعدت
مشهد سادس
................
خدها النوم ع القبر ونامت

سمعت صوت ف ودانها وقامت
شافت دايره وحوش وغيلان
دبحوا براءة بنت اتناشر
دمّها بقى نازل فيضان
أخر مشهد
............
الجسد الميّت متكوّم
فوق الدم ف قلب تراب
كدّابه الدنيا بتفاصيلها
والعالم أكبر كدّاب
والقلب اللي طبيعته ملاك
مش ح يعيش أبدا ف الغاب
ماتت حتى بدون أسباب
بس أكيد ف الأخره حساب
ح يجيب حق براءة طفله
داقت ظلم الناس ألوان

عاشت موت من قبل الموت
ماتت حتى بدون عنوان
وتراب الأرض الل أواها
أرحم من دنيا الإنسان
ماتت بنت اتناشر عام
قبر الأم ترابه حضنها
وعلى الدنيا بحالها ..
سلام
..................................