( شكَّتان ليعود لك الحسُّ ) الشاعر وحيد راغب

( شكَّتان ليعود لك الحسُّ ) 
لهجتك الشمالية ..
ترتجف من برد الجنوب المتبتل 
لحرارة شمس القرب 
واندياح لهيب الصفاء 
إذ أن المفاعلات النووية..
تنفجر بوجه القرابة التى تتوارى
خلف حدودٍ رسمها القط
لفأرٍ تبجح بخروجه من جحر
السكوت
وما يدهشنا ..
تلك الناظرة من بالكون القمح وطائرات الشبح
طائفة من الودع يوشوشها
رياح الجمر
فقد انتهى زمن الرمال المتحركات
والبحث عن بقايا العقول التائهة
"كما تدين تدانُ"
فمن يوقظ الشمس الغاربة
عن بريطانيا العظمى
أو عن فارسَ الرابضة وراء الغيث
 شكَّتان ليعود لك الحسُّ

وتنمِّل أطراف الخيال
كان فى صندوقك بعض حشرجةٍ
ونفَس
ودقاتِ قلبٍ أزفت للرحيل
النسور لم يعد لها ذائقة للبقايا
والمهجورات
وغار الماء من صنابير اللهفة
فالألفة تحت ثنيات الغروب
تتماهى
يا وكيع لا تستظل بسؤالى
فالبرك والمستنقعات تضج بالبعوض
الممارس لنقل العدوى
وما زلنا نبحث على لقاحٍ رخيصٍ
من سلالات تعرفت على الحب يوما
واستخلصت أحماض الحياء
وانزيمات النقاهة
" جعجعة ولا طحين "
فتوربين الايثار معطلٌ من زمنٍ
ولا عزاء لقبلة تحريريةٍ
طارت القرابين بلا نارٍ تأكلها
 واستقرت المراجل تغلى بحجارة الغفوة

فالصغار ينهنهن حتى انسكب النوم 
مستبدا 
وانطفت الفتيلة بقرقرات المعدات 
الجياع 
احلموا متناولين الوجبات الثلاث 
قبيل أن تستيقظوا للظى 
ما كل عوَّامة ستنجى غرقى 
لم ينتفضوا للنجاة 
كم عانينا من السحرة 
المتفنين فى الوعود 
وخلجات النوم المغناطيسى 
سطورٌ تلو سطور 
وعرباتٌ تلو عربات 
لا يمكن لفرجالٍ أن يرسم العالم الا 
على ورقة بيضاء 
ولا يمكن لشاعرٍ أن يتعلم النحو 
من أجل الهجاء 
اليقطينة التى ستوارى العورة 
غابت ذاكرتها عنا 
ولم يف النيل بدفقة الطمى 
عندما جرَّفنا من الأرض 
عنوانها والوئام 
فالبريد المحمل على أجنحة الخيال 
لم يصل 
من زرع قطَّاع الطرق بكل منحدرٍ 
وواد 
كل من يقتل حرفاً 
عليه أن يتعلم قبرَ أمةً
ويستظل بشجر السنط 
والبراكين 
ومحافل البوم على قارعة الليل 
قلما يعترف بالزبد السيل 
ارفقوا بنا سلاحف النينجا 
وعلى المدرب أن يبحث عن خطةٍٍ
للبرق والرعد والسحاب الراكد 
فالمواقد يقتلها الاقامة
دون الفحم 
وصهللة الدخان 
وبرَّاد الشاى النافض للصحوة 
يمتثل للنيام 
على الابصار المدمنة لحقيقةالضوء 
أن تشفع للضباب كى لا يغتال 
ابصارها 
 الشاعر وحيد راغب