رُؤوسُ الصَّنَوبرِ _ شعر إحسان الخوري

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
رُؤوسُ الصَّنَوبرِ
بقلم: الشَّاعر إحسان الخوري
مِنْ قِمَّةِ الجَبَلِ المُقابِلِ المُنفَرِدِ ..
طَفَقَتْ تَنحَدِرُ عَشَرَةُ غَيماتٍ ..
فوقَ الضَّوءِ الخافتِ التَّائهِ ..
لِتَلتَحِمَ هناكَ معَ رُؤوسِ الصَّنَوبَرِ ..
حيثُ يَعيشُ غُرابٌ بِرأسهِ الأسوَدِ ..
يَتَوارىٰ في الضَّبابِ ..
َتُلامِسُهُ إحدىٰ الغَيماتِ ..
يَجفُلُ ..
أُشعِلُ ناراً حيثُ أنا أقِفُ ..
هوَ لا يُحِبُّ النَّارَ ..
فيَلوذُ داخلَ صَخرةٍ رَماديَّةِ اللونِ ..
إلىٰ جانبِ مَسرَبِ ماءٍ ..
يتدفَّقُ صائِحاً مع الفَجرِ ....
مِنْ أيِّ صَمتٍ أنتَ أيُّها الغُرابُ ؟
أَأنتَ عاشِقٌ مِثلي ..؟!
أغادَرَتْ حَبيبتُكَ إلىٰ جُزُرِ السَّاحِراتِ ...؟
هلْ تتذكَّرُها مِثلي ..؟
ليسَ في ذاكِرَتي غيرُ حبيبَتي ..
الآنَ أراها ..
أرىٰ روحَها الرَّقيقةَ ..
عَينَيها ..
أرىٰ التُّوتَ وهوَ يَقِفُ عِندَها حَروناً ..
أستَغرِبُ .. !!
هوَ كانَ يَرتَجِفُ ..!!!
ربَّما سَيُفشي سِرَّهُ إلىٰ الجِوارِ ...
إلىٰ تَفاصيلِ نهدَيها ..
تلكَ دَانِياتُ القُطُوفِ ..
بِطَعمِ النَّشوَةِ ..
وعَبقِ أنُوثةِ سيِّداتِ البَنفسجِ ..
وصهيلِ العِشقِ عندَ بَوَّابةِ اللهفةِ ..
نَهداها يَرمَحانِ عينَيَّ الحائِرَتينِ ..
فَتَختالُ الشَّمخَرَةُ المَملوثَةُ بالغُنْجِ ..
تَتَعَرقَلُ اللواحِظُ بالتَّفاصِيلِ ..
حَواسِّي تَتَصاعَدُ إلىٰ الخَمسَةِ عَشَرةِ ..
فَأفرشُ أنفاسي ..
يَتَدَفَّقُ الشَّغَفَ في الحَواسِّ ..
يتَضاعَفُ حدَّ لَهجَةِ الأعاصيرِ ..
أشهَقُ بقوَّةٍ رائِحَةَ الأُنوثةِ المُفتَرَضَةِ ..
أعَضُّ علىٰ شفَتي السُّفلىٰ ..
فتبدأُ قُبُلاتي بالتَّساقُطِ علىٰ النَّهدَينِ ..
تَتَعَجَّبُ الدَّهشْاتُ فأنا أصنَعُ المُحَالَ ..
ولكنَّني للأسَفِ ..
لنْ أستطيعَ أبَداً مَحيَها من الذَّاكِرةِ ...
من ديواني الرَّابع: نِساءٌ من شَمعٍ
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016