طفل عربي _ بقلم طارق صابر عبدالجواد

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
طفل عربي
أنا يا سيدي طفل عربي
عرفتها من لهجتي ولغتي
وأحقاد قتلتني لأهل ملامحي 
لا اعلم كم مضى من عمري
ولا اعلم أأنا سوري أم عراقي
أم من أي مصر من الأمصار بيتي
كان لي بيت على تله
بجوار جارتنا الطيبة أم قمر
وكان لي أب وأم وأخوة خمس
كنا نلعب في أمان
تحت قنديل الحارة
وفي الصباح عدت من مدرستي
لم أجد أمي ولا أبى ولا بيتي
ولا جارتنا الطيبة أم قمر
وضاعت كتبي وكشاكيلي
تحت حطام وأنقاض منزلي
وأصبحت كفنا ملطخة بالدماء
لأشلاء جيراني وأخوتي
وجارتنا الست أم قمر
ولم يعد لي أحد يؤويني
فقد مات الجميع وضاعت هويتي
وألان أعبر الصحراء وحدي
تجاه الحدود أبحث عن سكن
بيدي زجاجة ماء وكسرة خبز
فهل سيدي ترك البشر
مكان أمن يكون لي وطن
وإن وجدت مأوى ووطن
فكيف العيش دون أبي
وأمي وأخوتي وجارتنا
الطيبة الست أم قمر
أليس العيش بدونهم وحدة
حتى إن وجدت مأوى ووطن
ففي الحروب تموت البيادق
دفاعا عن كرسي الملك
وهل هذه حرب لا أدري
فالحرب تكون دفاعا
عن عرض أو وطن
وحرب إبادتنا هذه ليست
إلا دفاعا عن كرسي الملك
فلنموت نحن ويحي الملك
فاقتلنا ودمر الإنسان والأوطان
وعيش حياة الرغد والهذيان
عيش لقيطا دون
شعب أو أهل أو وطن
طارق صابر عبدالجواد
مصر
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016