كتبت يوما لامي _ بقلم فتحي شعابي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كتبت يوما لامي
وهي تخبز من ملح عرق ضيعتها
خبزا على التنور
التنور الذي
انصهرت فيه
بوجع الضنك
في متاعب وطن
و ام
و فراق .. ......
قلت لها
ساغني لك يا امي
واحكي لك قصة الهجر
قصة الفراق والبعد
قصة الموؤود في الهجر
قصة الرغيف الهارب
الهارب نحو العدم
ساروي لك يا امي
وجعي
متاعبي
اشواقي
وحنيني
لك
وللوطن
انت ترهقينني يا امي
والرغيف يغريني
ويشعلني
وياكلني واكله
فهل هو ناصيتي
في الهجران والبعد
لقد هرب مني وانا طفل
ومازلت كما تعرفيني اغني
اغني
هرب مني وانا اطارده
كان سريع الجريان
كان متفوق في السرعة
وكنت صبيا في لياقة التألق
كغزال عدوي
هرب مني
ارتحل في طائرة الحادية عشرة
اشعلت امي التنور
فانصهر كما انصهرت
امي
تبحث عن الرغيف
تبحث عني
لم تجده
ولم تجدني
اترى اين ذهبا
مذا جرى لهما
حديثينا يا ليلى
اين ذهب أحمد
اين هو الرغيف؟.......
استقر الرغيف وصاحبه بعد ساعة ونصف في بلد الافرنج واخذ سيارة الاجرة
انحنى يسارا ثم يمينا
ثم اخذ المنعرج
توقف عند الضوء الاحمر
ثم استمر
استمر
انتهت الرحلة
أخذ الحقيبة
وكل الأمتعة
ثم صعد المدرج
في بهو العمارة رقم أربعة عشرة
نزل....
انتهى المطاف بالرغيف
في مخابز باريس الساخنة برائحة النعناع
الفجل
التفاح
والهريسة التونسية
الحمراء اللون
الحارة المذاق
خاف الرغيف ان تحمله الهريسة
الى فم أحمد
في وجبة سريعة
كباب حلبي
بمذاق تونسي حار
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016