حكاية قلم ------ ميسون محمد شعبان - وردة البنفسج ------

حكاية قلم 

قلمي متردد ما بين ان يستريح أو ينطلق معي ولكنه

استسلم اخيرا فامسك بيدي وتمشيا سويا على 

درب الورق الذي يعشقان السير به وبدأ القلم يتحدث

تأملت، وتأملت وتأملت وأبحرت وسافرت . 

لم أعرف من أكون وكيف أكون. بحثت عن نفسي 

في خبايا حظي، وأبحرت أقلب في خطايا حياتي ،

وسافرت .نعم وسافرت لعلي أجد مايوصلني لشخصي

لا. لا تقول يا قلم عني تائه، بل هنا أعترتني 

أسمى أيات القوة والصمود هنا تخطيت حافة اليأس ،

وأسدلت شراعي ونفضت عن جسدي غبار الكآبة 

والملل والفشل. وصرت من روح مترنحه على 

شفير الموت، الى أخرى مملوءة بالحياة .....

وماذا لو بدلنا علامة التنوين قليلاً أي كلمات ستخبر

سيكتبها رجل اللهفة بحق أنثى اللهفة .. هل ستكون 

كلمات راقصة في حفلة فرح بدون حرب أعصاب ..

هل يحق لي تمني أن يكتب ديوان "عليكٓ للَّحب

مرة أخرى يكشف أسرار الرجل وأسرار لهفة قلبه 

أمام أنُثاه ..هل كثيرٌ على العشاق أن يكتب الديوان 

تحت عنوان " ل حكايةوتصبح مقاطع الشعر 

يرويها قلب رجل لعيون أنثى بأصابع وفكر

أم أرتكب أنا هذه الخطيئة.

يبني قصورا من اوهام ويغرق في بحر اﻻحﻻم 

يشعر انه يطير بجناحين من الفرح وينسى كل اﻻﻻم 

يكون اعمى يسيره قلبه ويرتكز على عصا النسيان 

حتى توقظه لوعة كصعقة الكهرباء ليستفيق 

على قمة اﻻﻻم ... لحظتها يلوم نفسه انه اخطأ 

بحق هذا اﻻنسان ولربما يحمل نفسه ذنب انه 

حتى اللحظة اﻻخيرة هو من قطع حبل الود والغرام

عندما يحبك شخص ما كل الاشياء التي لا يحبها فيك سيعشقها

الاشياء التي لم يتوقع يوماً ان يحبها من شدة كرهه لها سيعشقها

سيقلد كلماتك وسيغرم بنبرة صوتك سيشتاق لك 

اذا توقفت عن ازعاجه وسيبحث عن الاشياء التي 

تحبها ليقدمها لك فقط لو احبك بصدق

لكن يا قلمي هذا الحبيب أو الحبيبه نفتقدهم بهذا الزمن 

الذي يتسارع كل واحد فينا لمصلحته الشخصيه فقط.

>الحب قرار صادر من القلب مئة بالمئة…… 

ولا يتدخل العقل كثيرا فيه لانه يحترم القلب ومشاعره ...

وسيتركه يمارس طقوس الحب جميعها…..من لهفة…

واشتياق…. ولوعة…. وانتظار… وابتسامة في اللقاء… .

ودموع في الفراق…. كل شيء يجري على مايرام…..

لكن العقل يرقب الاحداث باهتمام….. وحين يشتم 

رائحة خداع او خيانة او نية للهجر سيشد اللجام……. 

ويعلن الانتفاضة على القلب ليحميه ويحافظ عليه… 

حتى وان قسى عليه….. هكذا العقل حارس وصمام امان… .

المُحبّ كفيفٌ لا يُبصر أخطاء محبوبه مهما حاول..

يدافع عنه وربّما يُلقي اللوم على نفسه..يُفسّر الكلمات 

مثلما يريد هو .. يترك القرارات للقلب وينسى دور العقل.

حين نحب شخصا فنحن نعمي أعيننا على كل عيوبه 

ونخلق لكل تصرف قام به مبرر أو عدة مبررات 

حتى نضل متمسكين به لأننا لا نريد خسارته حتى لو 

تعبنا هنا نحن نرى بقلوبنا وليس عقولنا فلو 

حكمنا العقل على القلب فتحنا أعيننا على أشياء كثيرة

------ ميسون محمد شعبان وردة البنفسج ------