العُبورُ الأخيرُ ...بقلم: الشَّاعر إحسان الخوري

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
العُبورُ الأخيرُ ...
بقلم: الشَّاعر إحسان الخوري
وُرودُكِ الصَّفراءُ تَصعَدُ ذاكِرَتي ..
تَمتَصُّ ذَرَّاتِ خَياليَ المُلزِمَةِ ..
تُكَسِّرُ الشَّوقَ في جُبِّ عُيوني ..
تُذيبُ عُمري وتُدلِقُ كُلَّ كَأسي ..
تَقذِفُني في أحشائيَ المَنخورَةِ ..
يَدفَعُها الجَوى في صَدى الصَّرخَةِ
فتُراوِح ذاتي في داخِلي مُهزَّمَةً ..
وأقبَعُ في قمعِكِ عَشرَ دُهورٍ ..
أقتاتُ القَصاصَ بِلَونِ الرَّمادِ ..
أُمارِسُ فَجيعَةَ خَطفِكِ روحِي ..
ألتَفُّ حَولَ الغُفرانِ أطلُبُ التَّوبَةَ
أُتَمتِمُ بِالمَزاميرِ أَلحانَ الفُراقِ ..
فتَثْقُلُ صُدْحُ أيَّامِ البُعدِ ..
أُتْخَمُ بأشياءِ الغيابِ الخَطيرِ ..
أضُخُّ شَراييني بِدِماءِ العِشقِ ..
أَهيمُ على ظِلِّي مُرتَعِدَ الفَريْصِ ..
وأَبحَثُ عَن قَرابينٍ تُعيدُ مَن رَمَتْني ...
حبيبَتي ...
سَكرَةُ البُعدِ تَعتَّقَتْ وثَمِلَ الفُؤادُ ..
لَوعَتي قَد أُهيجَتْ وتَكاثَرَتِ الطُّعونُ
شُجوني أَينَعَتْ وَفاضَ بِها الفُؤادُ ..
سُنونُ عُمري هَوَتْ واقتَرَبَتِ المُنونُ
عاتَبَني الوَصلُ مُنبَجِساً بِأَوصالي ..
فرَكِبتُ كَتِفي وقَررتُ إليكِ العُبورَ ..
حبيبَتي ...
كُفِّي عن فِطامي وَأَعيدي الوِئامَ ..
ترأَّفي بِمَجاعةِ جسدي إلَيكِ ..
اعزِفيني على عَتَبَةِ شَفَتَيكِ ..
لَحنَاً يُطارِدُ مُدُنَ الخُلودِ ..
فَتِّتيني ..
أُنثُريني على خَميلَةِ جَسَدِكِ ..
أُترُكيني أَتَّكِئُ على رُكبَتَيكِ ..
أَهجُرُ مَعابِدي وأَعبُدُ عَينَيكِ ..
اِجعَليني قِلادَةَ تَرائِبِ صَدرِكِ ..
كَي أَرتَقي إلى جِنانِ مَآقيكِ ..
وَهَل تَروقَُ السُّكنةَ غير نَهدَيكِ ....
مِن ديواني الثَّاني : أُنوثَةُ امرأة لعام 2008
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016