مقامة المحموديه _ بقلم السيد شوقي السيد

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مقامة المحموديه 
بينما نحن في خلوة-نسامر الليل بالشعر والغنوة-لربوة نعتلي-وباﻷدب نصطلي-نجتهد لنرتقي-ولهذا نلتقي-بالشعر نتبارى وﻻ نتوارى-ويأمنا الراوي-مرموق الحكاوي-من رواد المقاهي-ومن حفظة اﻷوامر والنواهي-ونهجه حسيس- عدوﻷبليس-نافرا للتدليس-جليس انيس- فانشدنا تبيانه -من فرط بيانه
أﻻ و الليل قد دنى--و نأى مع النهار جهدنا
و نلنا من الكد حلنا--وجمعنا حلى لنا وحلونا
فالدمث خافض اﻷنا--و الغث من دعى لجنا
وأحال حلمنا لويحنا-- وجلب رغمنا وجل غمنا
أﻵنسل بباطل سيفنا--ونكر وننكر دوما فرنا
و الذي احسن خلقنا--ﻷولى أن نحسن خلقنا سماء اﻷدب سمونا--والزيف جيف به دركنا
وحق مرسل رسولنا--بالهدى فهداناوهدى لنا
أن نحسن ما حللنا--و ننشد ما سرنا ووجلنا
فدعيناإلى ماوعينا-لنحييه ما حيينا-ونسعى إنشادا-عند هدما و تشيادا-جمع وفرادا-مستجد ومعادا-فمن أعادا افادا-وبلغ مرادا-وقد كنا جلوس-والملل منا يأوس- وهديناصفاء النفوس
فهل من حل العمامة-وأظهر ما حجب من دمامة-وحين اندهشنا آثر الندامة-وسرعان ما ستر الغمامة-جلبابه شنيط- وخفه لقيط-فألقى السﻻم-وأحسن الكﻻم-وأنشدنا بعدما هام
شكوت رافد للمحاياه ما له من حياء
يربي نبت وورى ووارى جوفه أحياء
يمتع ركوبه و كوبه سيل من ثراء
يبلي من جابه إذا جابه من جهل اﻷداء
سيره طهر و ظفره حر وجوفه وعاء
فيضه داء وغيضه بﻻءوستره السماء
طوله موصول وعرضه موصود بإعﻻء
حين يزم يلم و حين يلم يغم بﻻ حياء
قصدته جليا أعطاني طريا شديد الحباء
وبعدها مالي سلبني سل بني اﻷجواء
فسالناه الجلوس-لشرح الﻵبس والملبوس-وتصريف المعاني-لنظمه اﻵني-فقد أصابنا الذهول-من المعنى المجهول-وما ستره مما سطره فيما يقول-فبدى منه التيمين-وسلم بكفه اليمين-فابدى الرضوخ -وجلس ملبوخ-فسألناه مورده-واسمه كي نردده-فقال اسمي فرجاني -وكنيتي معجباني-ومنبتي رشيد-وكنت عنها ﻻأحيد-ولﻷفاضل أنتسب-حيث نجود ونكتسب-وتزوجت من دونهم-قأسشطاتوا وكادوا كيدهم-ورزقت توأما-فأحالوا فرحي مأتما- وسلبوا أرضي-وعزفوا عن قرضي-فسأله احدنا-تفسير لغزنا-فقال فرجاني المعجباني-بعدما دهري عاداني-تبضعت أواني من بﻻستيك-وحذقتهم بحبل من أستك-وحملتهم للسوق-وتربحت كيفما يروق-وعند عودتي-عرجت بفائض بضاعتي-إلى قنال المحموديه -وهي الملومة المشكيه-رأيتها باﻷحياء غنيه-فلقفت قرموط شقي-له لحم طري-ووضعته بالماعون فرضخ-بعدما بلي بدني و اتسخ-فنزعت جلبابي والعمامة-وجعلتهم فوق عود مقامه-والعبائة والنقود-والقرموط الموعود-بالماعون محصوص-ورحت اغتسل واغوص-والقرموط يحبو ويصبو لينطلق-حتى ماج الماعون والى الماء انزلق-فكفكفت كفي-ونظرت امامي وخلفي-وارتديت العمامة والجلباب-ومالي بالماء ينساب-وظللت خلفهم اركض-والقرموط يقترب ويبعد-والطير يحاول السقوط -ليلتهم هذاالقرموط-وظللت على هذا الحال-حتي صار نيلهم محال-وفقدت المال وقوت العيال-
فأبكتنا الرواية-وأدركنا الغايه-وأعطيناه طعامنا-ووهبنا له من مالنا-ورحل عنا يشكر-والدمع من عينه يقطر-وقلوبنا تخفق وتفطر وربنا يستر
فتسهمنا متجهمين-نعتصر فقره والضنين-حتى أتى رفيقا متأخر-يعتذر عن الوقت المتبخر-
وقال
في طريقي إليكم-استوقفني من حل عليكم-الشاعر فرجاني المعجباني-فارس قطوف المعاني-واخبرني إنه ذاهب للناحيه- ليجلب لكم لفائف شهيه-لتكملوا اﻷمسيه-واستعان ببردتي-وجنيهات من زخيرتي-فاصابنا العجب-من شاعر باﻹحتيال نجب
قلم السيد شوقي السيد
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016