شقراء أنثى البحر _ بقلم / حسين عابد غـــــزة / فلسطين

شقراء أنثى البحر
للبحر وجهٌ واحدٌ
مدارٌ واحدٌ
سرٌ واحدٌ 
للبحرِ طقوسٌ أخرى 
غير موسمِ العومِ 
عير موسمِ الصيدِ 
غير موسمِ الشوقِ
لونُ الرمالِ أصفرٌ وردىٌ 
يداعبُ النجومَ
براقصُ القلوبَ
دلعُ المد على ألمِ الوردِ
غنجُ الجزر على جني السنابلِ
شقراءُ أنثى البحر شقراءُ الجدايلِ
عيونها من سرابٍ من ضبابٍ
تحدقُ بها النوارسُ 
يثورُ البحرُ يغضبُ يغارُ 
حنون يسمعُ نحيبَ الآهاتِ 
من الشجرِ من البشرِ
يسبل الدَمعُ في الأصدافِ
يختزل الوَجعُ في المَحار
ينسى ذاكرته المنهكة بالأسرارِ
يبكى في الأعماقِ أمطاراً
من يجفف لأنثى البحر الأناتِ
في ليلِ دامسٍ بالزفراتِ
في جوفِ الأحزانِ
في حقائبٍ خاليةٍ من النواقيسِ 
كيف تُبهرُ الأضواءُ الذكرياتِ
مهلاً حبيبتي قتلني البعادُ
المسافاتُ غربةٌ و الجرحُ عميقٌ
أنا الحبيب الجديد القديم
غلائلُ الروحِ تحضنُ القلبين
شناشيل الجرح عابقه بالجسدْينِ
انثيال عطرك تترع منها الرئتين
من النسرين .. من الياسمين 
البحرُ في البحر و المكانُ في المكانِ
لا أملك غصنً و لا وردَ و لا تذكار
فقط صوتُ مهاجِر من الأنين
إلى سراديب النخاع في العظام 
و مزن أسود يتلون بالرمادِ
تجلدِ يا قديسه أنتِ السلامُ أنت الحمامِ
حوريةٌ . ملاكٌ . عروسةُ البحار
أيـتها الصاهلة تراقصي فوق الأوجاع
دورِ رغم كل المدارات 
لا تنحني لريح هوجاء
لا تتركي أقدام أشرعتك يغازلها الإعصار
و لا يلمسها غبار التراب 
دوسي حبيبتي بحذائك كلَ وسواسِ 
قبلاتك متناثرة في كل الاتجاهاتِ
زهورك يانعة في الأرض في السماءِ
أنا البحر يا شقراء و أنت الياقوتُ و الماسُ
الشاعر / حسين عابد
غـــــزة / فلسطين