وشوشة ( 44) بقلم الدكتورة : لوريس الراعي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
--------------- وشوشة ( 44) ---------------
-جاءت الهرّوجة ، وذهبتْ الهرّوجة ...
يقول مدير المدرسة هذه الجملة ، كلما جاءت إحدى زميلاتي وقد علتْ أصوات الهرج والمرج حولها .
هي من يفقع ضحكة صاخبة في غرفة المعلمين ويتسمّ حديثها بالفكاهة والطرافة من غير أن تشارك ، إلا قليلا ، في الأحاديث الجادة ، حتى أنها أوجدتْ من مجموعة المعلمين والمعلمات مجموعة أصغر ، وكنتُ أنا منها ، للطرائف الخاصة جدا جدا .
-جاءت الهرّوجة ، وذهبتْ الهرّوجة ...
يقول مدير المدرسة هذه الجملة ، كلما جاءت إحدى زميلاتي وقد علتْ أصوات الهرج والمرج حولها .
هي من يفقع ضحكة صاخبة في غرفة المعلمين ويتسمّ حديثها بالفكاهة والطرافة من غير أن تشارك ، إلا قليلا ، في الأحاديث الجادة ، حتى أنها أوجدتْ من مجموعة المعلمين والمعلمات مجموعة أصغر ، وكنتُ أنا منها ، للطرائف الخاصة جدا جدا .
هي لا تتحدث عن بيتها ، ولا تتساءل : ماذا نطبخ اليوم ؟ ، ولا تشارك في أحاديث الأمهات والآباء عن أطفالهم ، كذلك فهي لا تتشارك معنا في تمويل أي نشاط إجتماعي .
هي من تعلّم طلابها " من قلبها " كما يقولون ، ولكن صفها يتسم بعدم الانضباط فهي لاتطرد الطلاب المشاغبين ، أو الكسالى ، خارج الصف حتى لا يعاقبهم " الناظر " بكذا " مسطرة " على أيديهم الغضّة .
هي من تعلّم طلابها " من قلبها " كما يقولون ، ولكن صفها يتسم بعدم الانضباط فهي لاتطرد الطلاب المشاغبين ، أو الكسالى ، خارج الصف حتى لا يعاقبهم " الناظر " بكذا " مسطرة " على أيديهم الغضّة .
ويوماً وجدتُها متعبة ومنكمشة على ذاتها ، فسألتها :
-خير انشالله ؟
-إبني مريض .
-كم عمره ؟
-ست سنوات .
قالت ذلك وبدأت ببكاء صامت ومتواصل ، وأكملت :
-عندما ولدته ، ضغط له الطبيب بالآلة على رأسه ... إبني ينمو ولكنه لا يتحرك ولا يتكلّم أيداً... وقد اعتدتُ أن أترك مأساتي في البيت عندما آتي إلى المدرسة ، ولكني اختنقتُ اليوم لأنه يتوجع كثيرا ولا أعرف ما به ...
-خير انشالله ؟
-إبني مريض .
-كم عمره ؟
-ست سنوات .
قالت ذلك وبدأت ببكاء صامت ومتواصل ، وأكملت :
-عندما ولدته ، ضغط له الطبيب بالآلة على رأسه ... إبني ينمو ولكنه لا يتحرك ولا يتكلّم أيداً... وقد اعتدتُ أن أترك مأساتي في البيت عندما آتي إلى المدرسة ، ولكني اختنقتُ اليوم لأنه يتوجع كثيرا ولا أعرف ما به ...
أوشوش لكم أني كلما رأيت شخصا كثير المزاح وضحكته " ترقع رقع " تذكرتُ زميلتي وعملها على تعويض بؤسها الداخلي بالصخب الخارجي . فماذا تقولون ؟
---------- لوريس الراعي ----------
| نسخ الرابط | |
| نسخ للمواقع |
0 التعليقات
