مريض فى فترة النقاهة / ترجمة شعرية للكاتب سليم محمد غضبان

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مريضٌ في فترةِ النّقاهة- En Rekonvalescent
للشاعر الدنمركي: Poul Martin Moeller 1794-1838

مَضى صَيفانِ عليَّ و أنا في السَّريرِ،
ألعبُ بخيطِ الجرسِ؛
ثيابي الطويلةُ تحتَ النّافذةِ،
والمُمرضةُ بجانبِ سريري.

لكنّ الحياةَ انتصرتْ على الموتِ؛
أنا الذي لم يَرَ سوى الكِلس و الجدران،
قد احتفلتُ بعيدِ ميلادي مرَّتينِ،
و أستطيعُ المشيَ بينَ الأزهارِ ثانيةً.

أتنقّلُ الآنَ خارِجًا في السّاحةِ الخضراءِ
تاركًا أريكتي الكريهةِ،
و بيدي الضّعيفةِ أحمي
عينيَّ من لمعانِ الشّمسِ.

رغمَ أنَّ الطّبيعةَ في كُلّ ربيعٍ
تتلوّنُ مُكتسيةً بثوبِ عروسٍ شابّةٍ،
لكنّها أبدًا لم تكن أجملَ منها الآن،
حيثُ أنني أستعيدُ الحياةَ.

أرى ثانيةً الصّيفَ الدنمركيَّ
و أتنشّقُ هواءَ الأشجارِ المُنعشِ،
و أسمعُ أزيزَ الحشراتِ الطائرةِ
في جوِّ الرّبيعِ الصّافي.

تُبحِرُ الشّمسُ بينَ قِممِ الأبراجِ،
تبتسمُ بلُطفٍ للرّجُلِ الشّاحِبِ.
إنّها تعكِسُ أشعّتَها على أزرارِ ثوبي
و كأنّها تعكسها فَوْقَ ماءٍ صافٍ.

إنَّ الشّمسَ التي لوّنتْ كفيّ آدم،
ما زالتْ تحترقُ بنفسِ الجمالِ،
و يُغرّدُ الطيرُ نفسَ الأناشيدِ،
و يقِفُ الشّجرُ الزّهريُّ بنفسِ الإخضرارِ.

مثلما تخضَرُّ الورقةُ على الشّجرةِ،
و تستمدُّ غِذاءها من جذعِ أُمّها،
كَذَلِكَ يستمدُّ أبناءُ التُرابِ قُوّتَهم
من جذرٍ مجهولٍ.

نعم، الْحَيَاةُ تُضيءُ و تخفُتُ؛
أحيانًا يبدوالإنسانُ كالنّسرِ، ثُمَّ كالنّملةِ،
لكن كُلّ ما نستعيرهُ، كبيرًا كانَ أم صغيرًا
هو من نبعِ الحياةِ الثّري.

ترجمها عن الدنمركية: سليم محمد غضبان
13-1-2018

نبذةعن الشاعرالدنمركي: Paul Martin Moeller 1794-1838
كان بول مارتن موللر شاعرًا و فيلسوفًا. حصل على الماجستير في اللاهوت عام 1816 من جامعة كوبنهاجن. نشر أول أعماله الشعرية عام 1815. من أعماله (مغامرة تلميذ دنمركي).
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016