زَمْجَرَةُ الْعِطْرِ- للشاعر التونسي محمد علي الهاني

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أبو أمير زَمْجَرَةُ الْعِطْرِ- للشاعر التونسي محمد علي الهاني
_________________________________

زَمْجَرَةُ الْعِطْرِ
القناديلُ مُطْفَأَةٌ
شجرُ اللّيلِ نامَ على ساعِدِ الصَّمتِ فوق يدِي
القناديلُ مُطْفأةٌ
في دمِي قَمَرٌ
تتناسلُ مِنْهُ بُدُورٌ بِلا عَدَدِ

يا سماءَ الدُّخانِ
إذا زَمْجَرَ العطْرُ- عند ارْتطامِ الْكواكبِ - فَابْتَعِدِي
أيُّها الواقفونَ على جُثَّتي
كالسُّؤالِ المُفَاجِئ يطْلُعُ مِنْ جَسَدِي نَيْزَكٌ
فَتُفَتِّحُ بَوَّابةَ الاخضرارِ المُشاكِسِ كَفُّ الْغَدِ

أيُّها الواقفون على جُثّتي
تسألُ الرِّيحُ أشْرِعَتِي
عن صدى لوْنِها في مرايا الصَّدَى
يسألُ الموجُ أُغْنِيَتِي
عن هَوَى هاجرَتْهُ النَّوَارِسُ
بعد اشْتعالِ المراكبِ فِي السَّاحِلِ الأَسْودِ

يَتُهَا * لرِّيحُ... هذا دَمِي في المرايا
شِفَاهٌ مِن الأقْحُوَانِ تُغنِّي
وحولَ الشِّفاهِ فَرَاشٌ يُراقِصُ نَجْمَ اللَّظَى
أيُّها المَوْجُ ... ذَا ساحِلٌ
يَتَنَفَّسُ كالصُّبْحِ يَمْتَدُّ أَخْضَرَ كالْحُلْمِ في كَبِدِي
فادْخُلاَ بِسلامٍ
أنا أَنْتَمِي لِلرَّياحِ ولِلْمَوْجِ والْعُنْفُوانِ
وكُلُّ الذين على جُثّتي وَقَفُوا
يَنْتَمُونَ إلى اللَّيْلِ والْوَحْلِ والزَّبَدِ

أيُّها الواقفون على جُثّتي
اِنْحَنَى حَجَرٌ لِخَرِيفٍ مَضَى
اِنْحَنَى شجرٌ لِربيعٍ أَتَى
لمْ يَكُنْ جسدي حجرًا
لمْ يَكُنْ جسدي شجرًا
كان فوق الحجارةِ والشَّجَر المُنْحَنِي
في السَّماءِ بُرَاقًا بلا جَسَدِ.
___________________
* يَتُهَا أي أيّتها للضرورة الشعرية

شعر: محمد علي الهاني - تونس
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016