فلسفة الفقر / إدريس الصغير تيسمسيلت الجزائر

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فلسفة الفقر
الليل سادل رمشه
والناس نيام
أطفال بلونْ

الشحوب 
وبلونْ ..
الظلام يرقصونْ

كما أزهار الربيع
على مقطوعة
الصقيع يحملقونْ

في وجه الإملاق
يضحكون ْ ..
ينسون ْ ..

نحيب الجوع
يتناسونْ . .

براثين الألم 
على الرصيف 
قطعة خبز
جففها الجليد
تهرول لها العيونْ

لاأحد يصلْ !
إلى إرتشاف الهزيمة
المرة..الخوف
يحاصر الثغور
الحامضة من لسعة
الجوع، عاصفة
من الأنينْ

بين كثيب الليل 
المَرُورْ
ولفحة البؤس الأحرشْ
ورهبة الألم
والينونْ

الضجِر..
من صهلات الحزنْ
المتمسكنْ

داخلهم
لُكْنٌ يربط البوح 
عن المنطوق
لأحد يصل!
عيون الطفل ساجدة
يرفعها مثقلة 
ليس هناك غير
أبجدية الصمت
الأبكم
السجينْ

القطعة تذوب
تحت زخات الأنواء
كملح اليود
تذوب..
تحت خشخشة الفضولْ
وتحت نهمة الحزنْ

في مدرسة الفقراء
يرسم المعلم بالطبشور
على السبورة
وجها عبوسا يائسا
كئيب ..
يكتب..
على السطر
تمشي وقد أثقل الإملاق ممشها
إعرب الجملة
وضعها في القصيدة
ضع لها عنوانْ

يسجل زيد
أو عمر
أو الحباب
لاأتذكر أسماء
من كتب
على دفتر البؤس
الرث. .يكتب
لا محل لها من الإعراب 
إسم في خليا النسيانْ

لا أحد يصلْ !
إلى قطعة الخبز
المعفرة بالجليد
الأبيض الداكنْ

سيارة فاهرة تتوقف 
ينزل منها رجل
وجهه القنديل يشع 
منه زهد الدراويش
جبهته مختومة
من أثر السجود 
بلونْ .. 
البنْ ..

يتقيء 
الكل ينظر
أسيدخل يده
في جيبه 
يهز رأسه أسفا
ثم ينصرف
يختفي وراء الظلام
المبهم..يشتعلْ
قلب الطفل
الخجولْ

لا أحد يصلْ !
الجوع يبلغ
مرامه والطفل
لازال يخادنْ

قطعة الخبز؟
تمر ساعة
من الزمانْ

الكل يحاول
أن يثبت للحرمانْ

إهتمامه بقطعة الخبز
لكنْ ..

لا أحد يصلْ !
ينظر إلى سترته
البالية حذائه
الضاحك
يضحك من حذائه الضاحك
يحاول أن يضحك
على سخرية الزمانْ

لا أحد يقترب 
منه..
وتر الأسى يعزف
على جرح الفقير 
يتزينْ . .

للفجر الجديد
دخان البورجوازية
يخنقه لا يريد 
أن يكون ثريا
قد تقتله التخمة
أو يعفنْ

سكة الجليد
لازالت تنخر
في جلده
تزرع في نفسه 
بذور اللعانْ

فوضى الشوارع
تنسيه الجوع 
يجري بين السيارت
يلتقط سيجارة 
عليها تاج الفخامة
يدخنْ

يفرح يجري
يسبق نفسه المثخنة 
بالنظرات
إصبع يشير إليه
من بعيد المجنونْ

تزداد سرعته يسبق
ظل الشمس 
يركض من أجل
أن يصل لكنه
لم يصل يقتنْ
جسمه كغصنْ

الشتاء
يبحث عن قطعة
الخبز من جديد
لكنه متعب 
لم يعد يستطيع
أن يبحث عنْ 
الغد الرمادي الداكنْ

كل الناس يعرفونْ
أنه فقير
وأنه يبحث عنْ

نفسه في نفسه
وأنه لم يعد
يصبر على تطاول
المتطاولينْ

لكن مع هذا
لم يصلْ
إلى قطعة الخبز
جنْ

ينساب الزائر الجديد
تحت أجندة أمم 
الدراويش بهلولْ
يخترق المألوف
لعبته ساخنة 
ثوبه قزح الألون
يطرق باب الجرح
جرح الحرمان
لاأحد يتكلم

الكل مشدود
إلى قطعة الخبز
ينتبه البهلول
بل الدرويش لا أعرف
قد يكون وقد لا يكون
جائع..
يقترب من القطعة
يبتسم يرميها
إلى البعيد
يجري الطفل صوب
القطعة لكن

لم يصلْ
مات قبل أنْ

يصلْ !!! 
إدريس الصغير تيسمسيلت الجزائر
التصنيف : |
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات الجريدة يحيى خضر روائع الشعراءضع ابداعك هنايحيى خضر زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع
التعليقات
0 التعليقات

احدث المواضيع

3efrit blogger 

عدد زوارالجريدة

اضغط اعجبني

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في كل الوقت

احدث المواضيع

المواضيع الأكثر قراءة و مشاهدة في أخر 30 يومًا

ارشيف الجريدة

جميع الحقوق محفوظة © يحيى خضر
تصميم و تطوير : يحيى خضر
يحيى خضر © 2016