أنتظركِ .. بقلم : الشاعر إحسان الخوري

أنتظركِ ..
بقلم : الشاعر إحسان الخوري

هي سمراء غابة الكستناء ...
لون عينيها أوراق الحبق البري 
رموشها فراشة الصبار ..
شفتاها زهرة دحنون حمراء ..
ودموعها يوم شتاء الألماس ...
إنها حبيبتي السمراء ..
لقد طال إعتناقها للغياب ..
أعلم أنها تذرف حتى الصهيل ..
ودموعها تخمش نداءات الهيام
قطرات بحجم نظرة الشوق ..
وقطرات تعانق الإنهمار ...
ألوانها ..
نعم أصبح للدموع ألوان !!
ألوانها من فساتين الحزانى
نكهتها من مرار طعم الغياب
وتسيل وحيدة في مسافة البعد ...
أيتها السمراء الهائلة ..
أنا عالق بين دهرين ..!
يَلسعني الشوق المُعتّق ..
وتُخربشني أمنيات عينيكِ
أنتظرك ..
أزرعك زهرة دفلى في شراييني
يُغريك شغفي المُقيد بالجنونِ
تنبتين ..
تتعربشين على جسدي ..
تَصِلين إلى شفتي ..
فأُعيد ترتيب وقت الغياب ..
على ذكرى نوايا هديل قبلاتكِ ..
أُحمله رسائل الحنين لشفتيكِ
الوصايا المغسولة بالشوق لعينيك ..
كمشة الذكريات النابتة على شفتي
بقايا جرح عتيق في قلبي
دخان سيجارتي العامرة باللهفة
وذاك الغبش أمام طيفكِ الذي لا ينام ...
أيها العبق الأسمر الرائع ..
سأخبر الريح المُتَهيئة ..
أن تحمل لي رائحة أنوثتكِ
ونيل عبق أنوثتك من شفتي
لكي أُغازلها ألف عام ..
أتنفسها حد الإمتلاء ..
ثم أمزج أنوثتك ببنفسجةٍ ..
أسكبه في قارورةٍ
أسميها عودة الحياة ..
ألوذ خلف هذا المزيج ..
أركع وأعبدكِ ...
أيتها السمراء وأعود لأقول الرائعة ..
رغم أني أجهل خبايا النساءِ ..
أرجوكِ ..
هذه الليلة لا تقفلي الزمن ..
دعيني أُرتِبُّ مُخيلتي عليكِ
أترك روح الأشياء على نافذتي
أحشو فيها موسيقى الإنتظار
وأدعوا كل مهارات السهر
ليتلعثم النوم في أجفاني ...
فرح الليلة سقط من ضحكتكِ
أمامي خلخالكِ وعِطر سمرتكِ
رقصة خصركِ على لحن المطرِ
آه من قدميك الحافيتين ..!!
وتلك النجوم شاهدات هذا الدلال ...
أنا يا طعم السكّر ..
راعي لموجاتِ بحر عينيكِ
أجعلها تثور ..
تتراكض بنوايا العشق ..
تتلاطم في جُزرِ فؤادي ..
ثم تتمدد ..
فيرتجف فؤادي بهفهفاتِ العشقِ ...
أيتها السمراء الجميلة ..
مَذاق سُمرتكِ حفنة من الدهشاتِ
كمشة منها تُحيني ..
الحب وسُمرتك ظِلان مُنْهِكانِ
هما في فؤادي يِلهثانِ ..
يريدان التحرش فيكِ ..
في طفولةِ نهديكِ الأسمرينِ ..
في التوت المُتَمترس على شفتيكِ
ويمارسانِ الشوق حتى يَستريحانِ ...

من ديواني الثالث قوافل النساء