ﻻَ تَطلُبُ المُسْتَحِيل_ نثر بقلم / نجيبة ارهوني

ﻻَ تَطلُبُ المُسْتَحِيل_ نثر بقلم / نجيبة ارهوني

ﻻَ تَطلُبُ المُسْتَحِيل

أَعْرفُ أنَكَ تَتَنقَّلُ كَالفَرَاشاتِ

بيْنَ أزْهَارِ الحُقُول

تمْتَصُّ رَحِيقَهَا كَنحْلَةٍ

تَصُولُ و تَجُول

تَرْكنُ إِلَى شَهْدِهَا ليﻻ

فَرِحَةً بِربِيعِ الفُصُول

بعْدهَا تَأتِي

لتُفْرِشَ اﻷرْضَ لِي وُرُوداً

وَ تَتَغزَّل فِي مَحَاسِنِي

بِالعرْضِ وَ الطُّول

وَ تُخَاطِبُ حُبِّي وَ وِدِّي

و َكَأَنَّكَ لِدِينِ الحُبِّ رَسُول

كيف تخَاطِبنِي فِي الحُب

بعد كل هذا !!

وَ تَطلُبُ المُسْتَحِيل؟

فَأنَا برعم ناضج لَنْ يَمِيل

ﻻَ تسْتَعْمِلْ ذَكَاءَكَ

وَ رَخَامَةَ صَوْتِك

ﻻَ تنَهُّدَاتِك

ﻻَ أَنَّاتَك

وَ ﻻَ هَدَايَاك

ْ ستؤَثِّرَ فِيَّ

حَتَّى لَوْ صَنَعْتَ لِي

عِقْداً مِنَ الفَيرُوزِ وَ إِكْلِيل

كَﻻَمُكَ المَعْسُول

تَارَةً طَعْمُه مُرٌّ يُدْمِي

وَ تَارَةً حُلْوٌ يُشْفِي العَلِيل

هَلْ تَدْرِي أَنّ حُبَّكَ نَزْوَةٌ

وَ النَّزْوَةٌ كِذْبَةٌ وَ أَبَاطِيل

هَلْ تَدْرِي

أَنَّ مَا أَنْتَ فِيهِ

مجردُ رَغْبَةٍ جَامِحَةٍ

سُرْعَانَ مَا تنْطَفِيءُ

جَذْوَتَهَا

سَرْعَانَ مَا تُصْبِحُ

مُجردُ أَقَاوِيل

الحُبُّ عِنْدِي ليْسَ نَزْوَة

وَ لَكِنْ رَحْمَة

تَسْكُنُ القَلْبَ

وَ تَجْعَلْهُ صَلْباً

لِكَذِبِكَ

ﻻَ وَ لَنْ يَمِيل

نجيبة ارهوني